بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
ربما ترفضون الرد على ثرثرة (غيث التميمي) الذي أنكر وجود المسجد الأقصى في رحلة الاسراء والمعراج. والذي زعم في مواقف كثيرة متلفزة ان الامويين هم الذين شيدوا المسجد الاقصى، وانه لم يكن موجودا على الأرض في بداية الدعوة الإسلامية، وما الى ذلك من التهريج الذي يطلقه معتوه لم يكمل دراسته المتوسطة. .
اقول: ربما ترفضون الرد على هذا بدعوى انه فاسق ومنحرف وجاهل. لكن هذا الجاهل لديه اتباع ومؤيدين، وهناك من يصدقه ويصفق له وينشر أفكاره الخنفشارية، ولابد من التصدي له ولأمثاله حتى لا تنطلي اكاذيبه على الآخرين. .
فالمسجد الاقصى أولى القبلتين، وكان وجهة المسلمين في صلاتهم، وكان النبي (ص) يصلّي وهو في مكّة مُتّجهاً للمسجد الأقصى، وقد ثبت استقبال المسلمين بادىء الأمر للمسجد الأقصى في صلاتهم، وظلّ قبلةً لصلاتهم ما يقارب أربعة عشر عاماً، ليبقى مرتبطاً في قلوبهم بل في عقيدتهم، ويعدّ المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع لعبادة الله في الأرض بعد المسجد الحرام، وفي هذا يقول أبو ذر الغفاري: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِع في الأرضِ أولَ ؟. قال: المسجدُ الحرامُ، قال: قلتُ: ثم أيٌّ ؟. قال: المسجدُ الأقصى. .
ومن يبحث في تاريخ بيت المقدس او المسجد الاقصى سوف يصاب بالذهول امام هذا الكم الهائل من الدلالات التاريخية التي تثبت وجوده قبل الاسلام وقبل الديانة المسيحية، وأورد ابن حجر فى الفتح (كتاب أحاديث الأنبياء): إن أول من أسس المسجد الأقصى آدم عليه السلام، وقيل سام بن نوح عليه السلام، وقيل يعقوب عليه السلام، وقال كذلك: (وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال: إن آدم عليه السلام هو الذى أسسه).
وهناك رأى يذهب إلى أن أول من بنى المسجد الأقصى هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، وذلك اعتمادا على حديث أبى ذر الغفارى السابق. ويقول الشيخ ابن عاشور فى كتابه التحرير والتنوير: فهذا الخبر قد بين أن المسجد الأقصى من بناء إبراهيم لأنه حدد بمدة هى من مدة حياة إبراهيم عليه السلام. .
ختاما نقول: يتعين على المرتد (غيث التميمي) ان يكمل قراءة القراءة الخلدونية لكي يعرف مبادئ اللغة العربية قبل ان يخوض مع الخائضين، وقبل ان ينساق وراء أسياده في الموساد لتشويه صورة المسلمين. .