رؤية جديدة لمستقبل ميناء الفاو الجديد
✒️رياض العيداني …
من المعروف أن ميناء الفاو سيوفر على المدى البعيد عوائد مالية كبيرة فضلاً عن أنه سيساهم بشكل كبير في القضاء على نسبة كبيرة من البطالة ويحرك السوق بشكل كبير ، لكن معالم هذا الميناء غير واضحة لحد الآن فهنالك من يقول أن الميناء يحتوي على مئة رصيف فضلاً عن الملحقات الخاصة بهذا الميناء من مطار وأماكن خاصة للتخزين وساحات وقوف ومحطة كهرباء ………. الخ.
فمن الواضح أن المواقف الحكومية خجولة للغاية بما يخص هذا الميناء تحديداً لأسباب قد تكون معروفة للبعض وغائبة عن البعض الآخر أو غيرها ….!
وهذا ما يبين لنا عدم وجود إرادة حقيقية لإقامة هذا المشروع رغم مغرياته على المدى البعيد والذي سيكون بديلاً عن النفط في حال كان المشروع يسير بخط متوازي من مشاريع القناة الجافة (طرق وجسور وسكك حديد) لنقل البضائع من الميناء الى باقي دول العالم .
فإنشاء الميناء دون وجود القناة الجافة لنقل البضائع لا يساوي شيء .
وهذا المشروع يحتاج الى تخصيصات مالية كبيرة من قبل الحكومة المركزية لتغطية جميع النفقات وفي ظل قلة الموارد التي تمول الموازنة العامة والتي اعتمدت أغلب فقراتها على إيرادات النفط التخام والتي تذهب ما نسبته (80%) لتغطية رواتب ومخصصات لموظفي الدولة .
ولضمان استمرار مشروع إقامة ميناء الفاو بالصورة التي تم رسمها سابقاً والتي تزيد عن مئة رصيف أقترح التالي :
تأسيس شركة مساهمة :-
أولاً : يجب التفكير بشكل جدي بتأسيس شركة مساهمة يكون رأسمالها بنسبة (29% من الجمهور) على أن لا يكون سعر السهم الواحد أكثر من (دولار واحد) أو ما يعادله من العملات الأخرى و (31% قطاع حكومي) و(29% قطاع خاص من الشركات المحلية) و (11% قطاع خاص من الشركات الأجنبية).
ثانياً : خصخصة ميناء الفاو الكبير وتحويله الى أسهم من خلال إحصاء الكلف الكلية للمشروع وطرح هذه الأسهم للاكتتاب العام وبذلك ترتفع نسبة مساهمة القطاع الحكومي والقطاع الخاص والجمهور على حساب القطاع الخاص الأجنبي ، هذا ما يجعل المواطن العراقي مالك لأصول حقيقية في ميناء الفاو مما يخوله للرقابة على أمواله وبهذا سيقل الفساد بهذا المشروع وكلف الإنجاز معاً .
فوائد المقترح:-
1.تمويل مشروع ميناء الفاو الكبير من خلال اشراك المواطن وتعليم المجتمع ثقافة الاستثمار المالي بدلاً من الاكتناز وهذا سيكون بفضل برامج توعية اقتصادية خاصة تقوم الحكومة على بثها في القنوات الفضائية العراقية .
- إنشاء بورصة إلكترونية لتسهيل عملية شراء وبيع الأسهم للمواطنين والشركات معاً .
- القضاء على نسبة كبيرة من البطالة .
- ضمان استمرار المشروع وعدم توقفه في حالة توفر الأموال اللازم للتمويل.
- عدم ربط مصير البلد بيد الشركات (الصينية أو الكورية) ، بل يتم دعوة الشركات المتخصصة في إنشاء الموانئ من حول العالم من خلال إقامة (مؤتمر الفاو) واحالة المشروع لأفضل عطاء وحسب المواصفات التي تلبي طموح المواطن العراقي وتكون بذلك الشركات المستثمرة بصفة مقاول .
- الحصول على إيرادات جديدة قد تضاهي الإيرادات التي نحصل عليها من خلال بيع النفط الخام .
- تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال إنشاء مصانع ومعامل متخصصة عملاقة للعديد من الصناعات .
- إنشاء منطقة حرة للتبادل التجاري وبذلك ستنتعش السوق المحلية من خلال الحصول على العديد من البضائع بأسعار البورصة العالمية .
- السرعة في إنجاز العمل ، فعامل الوقت جداً مهم بعد توجه العديد من دول العالم الى مصادر الطاقة المتجددة وبذلك ستقل أهمية النفط مستقبلاً.
- تنويع مصادر الدخل من خلال تقليل الاعتماد على النفط في المرحلة المقبلة واعتماد الإيرادات غير النفطية كممول الأساسي للموازنة العامة .
- تلافي مخاطر تذبذب أسعار النفط العالمية الذي يسبب عجز وخلل في الموازنة العامة في كل عام .