مشروع آخر ابتلعه البحر الأبيض
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
كل المؤشرات تتنبأ منذ الآن بالفشل الذي سيمنى به مشروع خط أنابيب (east med) لنقل الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط. والذي كان من المقرر ان يمتد (عبر مناطق السيادة البحرية التركية) من جنوب قبرص إلى ايطاليا مرورا باليونان، ومنها إلى جميع أنحاء أوربا. وكان من المخطط له أن يبلغ طوله 1900 كيلومتر، بعمق 3 كيلومترات، لنقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويّاً. .
وقد وقّعت إسرائيل واليونان والإدارة القبرصية اليونانية في أثينا على اتفاقيةَ تنفيذ المشروع في 2 يناير / كانون الثاني 2020، على الرغم من أن أطول قسم منه يمر عبر المسطحات التركية. فقد كان المشروع مبنيّاً على فرضية تجاهل السيادة التركية على جرفها القاري، وقد تم طرحه ليكون بديلًا عن خط الأنابيب الروسي إلى الاتحاد الأوربي، وهذا سبب ترحيب الاتحاد بالمشروع، ناهيك عن الدعم المفتوح الذي قدمه الرئيس ترامب إبان ولايته. .
لكن موقف تركيا كان واضحا، فهي لم تسمح بإجراء دراسة الجدوى دون الحصول على إذن منها، وربما يعزى رفضها الى مواقف اليونان المتشنجة وعدم طلبها الإذن. .
يمر ثلثا هذا الخط عبر أعماق بحرية سحيقة، تعكس صعوبة التنفيذ، وارتفاع تكلفته التي قد تزيد على سبعة مليارات دولار. .
وبالتالي فأن تجاهل السيادة التركية يضع المشروع برمته في مواقف تتقاطع مع الفقرتين الأولى والثالثة من المادة 58، وتتقاطع أيضا مع الفقرتين الاولى والثالثة من المادة 79 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار الصادرة عام 1982. .
ولهذه الأسباب قررت الولايات المتحدة الانسحاب من المشروع، وتخلت عن دعمها له، ففقد جدواه، ولم تعد له أي أهميته. .