بلاويكم نيوز

[ الإصلاح بين الشعار والواقع السلوكي ]

0

بقلم : حسن المياح …

الإصلاح هو إستقامة السلوك على طريق الخير . والسياسي المسؤول هو المستقيم السلوك في تصديه للمسؤولية كلامآ قولآ وتصريحات ، وفعلآ سلوكيآ رشيدآ صالحآ على أرض الواقع … والسياسة هي فن الإحتيال والمراوغة الممكن ، ولا تقتصر السياسة على كونها فنآ ؛ وإنما لها وفيها جنبة علمية تترسم في خطى الواقع عندما تكون سلوكآ … وبذلك تصبح السياسة مكتملة فنآ وعلمآ من حيث المفهوم العام للسياسة الذي يترجم الى واقع ملموس في الممارسة خوضآ فكريآ ونظريآ في الحراك السياسي التنافسي ، وسلوكآ معاشآ حاكمية في عالم الواقع وحياة الناس ….. فمتى ما وعيت السياسة وفهمت وهضمت أنها مباديء وأساسيات ، فأنها ترسم جنبتها العلمية ، وأنها تحقق فنيتها لما تترجم تلك المباديء والأساسيات التي يؤمن بها السياسي المتصدي للمسؤولية في خوض غمار التنافس في الحراك السياسي تطبيقآ واقعيآ ، وممارسة حياتية مستهدفآ بذلك الإقناع والقبول لما هو مسؤول عنه من مباديء وأساسيات قد آمن بها ووعاها ، ومن شعب يحفظ له حقوقه في وجوده وثرواته وأشياءه …..

ومن حق المواطن أن يشك في صلوح وإستقامة المسؤول مهما كان ذلك المسؤول ( وليس هناك من مسؤول على رأسه ريشة ، تمنع المواطن من مراقبته ومتابعته ومحاسبته إن أخطأ ، أو إنحرف ، أو مال ) ، ولذلك يتوجب على المواطن الواعي أن يتتبع تصريحات وسلوك المسؤول ، ليتحقق ويتأكد من واقع تصريحات المسؤول ، ومن حقيقة ترجمة سلوكه لما إدعاه من سير راشد لما هو يزاول المسؤولية الحكومية سلوك حاكم مسؤول ، ويتبين صلاحه من فساده ، ليضمن المواطن الواعي واقع يومه المعيش ….. وهذه المتابعة والتفتيش الدقيق والمحاسبة التي يقوم بها المواطن عينآ ، أو تكليفآ نيابة برلمان ، لهي تجربة جمالية واعية تقود وترشد سلوك المسؤول بما هو عليه من درجة جمالية في التفكير والتعامل والسلوك …. وهذا العمل الذي يقوم به المواطن الواعي ذاتآ ، أو نيابة برلمانية له ( لما إنتخبه عضو برلمان يمثله ويتابع شؤونه وحاجاته ) يحفز المسؤول أن يعي ، وأن يفهم فهمآ محايثآ حياة المواطن اليومية ليتعرف المسؤول على حقيقة واقع معيشة المواطن ، وهو من جانب آخر يحسس المسؤول تجنب الفهم المتعالي المتمثل فيما يطلقه من تصريحات واهمة موهمة لم يكن بقدرها ، ولا هو الصادق في طرحها عندما يلقلق لسانه الكاذب الغاش فيها ، ومن خلالها ، التي هي تخريفات شعار ، وأكاذيب مزاعم طوباوية ، الهدف منها تحسين صورته جمال زركشة مظهر ، وهي الشوهاء الصحراء الخادعة …..

وحقيقة الإصلاح هي ليست في كلام وتصريح المسؤول ( أي مسؤول ) على أنه النص المقدس المعبر والحاكي عن حقيقة عيش المواطن العراقي اليومي ؛ وإنما الإصلاح هو في مدى صدق وواقعية تنفيذ ترجمة وتطبيق التصريح المقال الى واقع الحال الذي يحسن معيشة المواطن العراقي اليومية …. ، وبعبارة أخرى ، أن الإصلاح هو تحقيق الكلام الخطابي والتصريح واقعآ حيآ ملموسآ يعيشه المواطن في حياته اليومية عيش سعادة ورفاء …. لذلك يجب الفصل بين ما هو تصريح لسان خطابي شعاراتي ، وما هو واقع وحقيقة عيش مواطن يومي ….. وعلى أساس هذا يتبين صدق وواقعية وصلاح المسؤول لما يصرح ويعمل ؛ أو كذبه وغشه وخداعه وفساده لما يهرف قولآ مجرمآ عابثآ ، وهو غير المؤمن به سلوكآ حاكميآ مسؤولآ ….

والمسؤول لما يتصدى للتكليف ، فإنه يباشر بكتابة تاريخ حياته وسلوكه على ما هو عليه من عقيدة وإنتماء …. وهذا يذكرني بمقولة أرسطو التي تشير الى《 أن الشعر هو لغة أسمى من التاريخ 》لما للشعر من وسامة جمال في فهم وتقديم الحقيقة …. وأنا أعطف مقولة تتناول السياسة والسياسي على أساس وغرار مقولة أرسطة ، وأقول《 أن سلوك المسؤول هو الحقيقة والواقع ؛ وليست أقواله وتصريحاته ، وهو بذلك يكتب تاريخه 》 لأن في القول والتصريح شبهة خيال وجنوحآ وفانطازيا حالمة غاوية … ، وأن الفعل والعمل هو الحقيقة المطابقة للواقع ….. وتعريف الحقيقة هو أنها مطابقة الفكرة للواقع ….

فالمسؤول الصالح الناجح هو ما كان قوله فعلآ ، وفعله حقيقة مثمرة ناضجة صالحة واقعة معاشة …… وهذا هو الإصلاح في أقصر ، وأقل ، وأخصر ، كلمة وتعريف وواقع …..

فالسياسة هي فن وسلوك وقانون … والوجهة الفنية فيها تكمن في الإحتيال والمراوغة المنمقة الذكية الحذرة النابهة في الحراك السياسي …

والوجهة السلوكية فيها تكمن في الترجمة الفعلية والتطبيق العملي للأسس والمباديء التي يؤمن بها السياسي المسؤول في ممارسة الحكم ومباشرة الحاكمية …..

والوجهة القانونية فيها تتمثل في الحقيقة ، أو الخيال ، في يوم المعيش للمواطن في عالم الواقع …… وبتعبير مكثف واضح آخر ، هو حياة المواطن مرفهآ سعيدآ ؛ أو أنه مسلوبها وفاقدها …..

وحياة المواطن العراقي هي ليست تجربة لقلقة لغوية لكلام معسول غاش ، وتصريحات كاذبة خادعة ، وتأميلات خيالية ووعودات أحلام جاذبة …. ؛ وإنما هي حقيقة سعادة يوم معاش يتمتع به المواطن العراقي ، إعتمادآ على سلوك السياسي المسؤول الصالح الذي يؤتمن على ثروات الشعب العراقي ، لما يكون السياسي الحاكم المسؤول أمينآ مستقيمآ في التصرف …..

حسن المياح – البصرة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط