بلاويكم نيوز

مقتدى الصدر .. يتقمّص دور الولي الفقيه في بلد نظامه ديمقراطي

0

بقلم : أياد السماوي …

( سأتظاهر بالتفاؤل رغم أنّي لا أعتقد بوجود ما يبرّر هذا التفاؤل حتى اللحظة ) , قلت هذا الكلام بعد دقائق من إعلان خبر اتصال زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر بزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي , في حين كانت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في قمّة البهجة والتفاؤل , واندفع المحللون السياسيون لأبعد من هذا وأطلقوا العنان لخيالهم , إلا أنا كنت متحفظا جدا , وسبب هذا التحّفظ هو متابعتي الدقيقة لسلوك السيد مقتدى الصدر السياسي منذ أول لقاء تلفزيوني له مع قناة العربية الفضائية عام 2003 وحتى هذه اللحظة , وحينها لم تكن في رأسه ولحيته شعرة بيضاء واحدة ..

السمة البارزة في سلوك السيد مقتدى الصدر السياسي , هو أنّه صاحب رأي قلق وغير ثابت وأحيانا يطلق تصريحات والتزامات غير مدروسة ومتعجلّة على نفسه سرعان ما يتراجع عنها وكأنّه لم يصرّح بها , لكن هذه الصفة ليست هي المشكلة في التعامل مع السيد مقتدى الصدر , بل أنّ المشكلة تتمّثل بالوهم الذي يعيشه ويحاول أن يلعبه , وهو دور الولي الفقيه الجامع للشرائط , فمن خلال هذا الوهم برزت للوجود فكرة الكصكوصة التي يريد من خلالها بناء دولة الكصكوصة , والأخطر من هذا أنّ الذين يحيطون به من مساعديه يعرفون أنّ البلد تحكمه مؤسسات دستورية ودستور ولا يمكن إدارته بطريقة الكصكوصة .. وحين يتعامل مع المسؤولين والسياسيين ينطلق من كونه أعلى منزلة من الدستور والقانون وما على الجميع إلا السمع والطاعة لما يقول ..

لست في معرض الحديث عن إرهاصات السيد مقتدى الصدر الفكرية والسياسية , بقدر ما يعنيني كعراقي هو مصلحة البلد أولا وأخيرا وكيف السبيل لانتشاله من هذا الواقع المؤلم والمحزن .. وأبدا قولي للسيد مقتدى الصدر .. كلّ يوم يمرّ على البلد من دون أن تتشّكل الحكومة ويخرج البلد من هذا الانسداد السياسي , فإنّك يا سيد مقتدى تتحمّل مسؤوليته أمام الله سبحانه وتعالى , وكلّ يوم يمرّ على البلد في ظل هذه العصابة الحاكمة وما تقوم به من تفريط لأموال البلد ومصالحه , فأيضا تتحمّل مسؤوليته أمام الله تعالى .. وجنابك الكريم قد أعلنتها مرارا وتكرارا على الخاص والعام , هو أنّك في حالة عدم نجاحك وتمّكنك من تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية اللا شرقية واللا غربية , فإنّك ستذهب للمعارضة وقد أقسمت بدماء أبيك محمد الصدر أمام قاآني ونيجرفان برزاني والكثير غيرهم أنّك تتمّنى الذهاب إلى المعارضة .. وها نحن نلزمك هذه المرّة بدماء أبيك الشهيد محمد الصدر التي أقسمت بها أن تختار أحد الطريقين , أمّا الذهاب مع الإطار التنسيقي في تشكيل الكتلة الشيعية الأكبر وهذا مطلب كلّ عراقي غيور وينتمي لمذهب آل البيت عليهم السلام , أو تذهب إلى المعارضة وتدع الآخرين أن يشّكلوا حكومتهم ويوقفوا مأساة هذا الشعب وهذا التدهور الاقتصادي والأمني ويزيحوا هذه العصابة الحاكمة .. وانزع عنك وهم تقمّص دور الولي الفقية , لأنّك يا سيد مقتدى في العراق وليس في إيران التي يحكمها دستور قائم على نظام ولاية الفقية , وحين تتمّكن من إلغاء الدستور الحالي وتستبدله بدستور ولاية الفقيه , فحينها لك الحق كلّ الحق أن تحكم البلد بالكصكوصة التي أحببتها .. كلامي الأخير لجنابك الكريم هو .. ضع مصلحة العراق وشعبه فوق كلّ اعتبار واذهب مع المالكي في تشكيل الكتلة الأكبر ..

أياد السماوي

في 13 / 03 / 2022

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط