في القفص الروسي ..
بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
أكثر من 500 طائرة ركاب، تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 10.3 مليار دولار، محتجزة الآن في روسيا. وذلك بسبب الحظر المفروض على الرحلات الجوية من والى المطارات الروسية، الأمر الذي اضطر تلك الطائرات إلى المكوث هناك بانتظار رفع الحصار عنها، رغم ان توقعات شركة الشحن الجوي تشير الى احتمال فقدانها، آخذين بعين الاعتبار ان تلك الشركات تعرضت لأضرار متلاحقة بسبب تداعيات ازمة كورونا، ثم جاءت ازمة الطائرات المحتجزة في القفص الروسي لتوجه لها ضربة قاضية، وتزيد من خسائرها المتفاقمة. ثم انضمت شركة إيرباص إلى شركة بوينج في منع توريد قطع الغيار للطائرات الروسية، وتزامن قرارها هذا مع توقف صناعة الطائرات في الورشات الاوكرانية. وزيادة في التعقيد أقدمت الشركتان (بوينغ وايرباص) على إغلاق مكاتبهما في روسيا، وبالتالي فان الطائرات المحتجزة فقدت الأمل في التحليق مرة أخرى . .
لم تكن بوينج وإيرباص على استعداد لمواجهة هذه الأزمات على المديين القصير والمتوسط. سيما ان طائراتها تشكلان ما يقرب من ثلثي الأسطول الروسي، وربما تضطر روسيا في ظل الحصار إلى تفكيك بعض الطائرات، واستخدام قطعها المفككة في تعويض ما تحتاجه الطائرات الأخرى وضمان تشغيلها. ومن نافلة القول نذكر ان الحصار شمل أيضاً حرمان شركات الطيران الروسية من استلام 37 طائرة جديدة هذا العام، وكانت هناك 25 طائرة أخرى قيد الطلب، إضافة إلى 13 طائرة من طراز A350 من طراز Airbus لحساب شركة Aeroflot الروسية، وقالت مجموعة الصيانة الألمانية (لوفتهانزا تكنيك) إنها توقفت عن خدمة العملاء الروس. .
وفيما تضررت شركات الطيران الروسية نتيجة إغلاق المجال الجوي الذي منعها إلى حد كبير من العمل باتجاه الغرب، فإن الرحلات الداخلية تشكل حوالي 65% من السوق، وهي لم تتأثر في الغالب بالإجراءات. وهذا يعني أن الطلب على تلك الطائرات سيظل قوياً. لكن هذا الاحتمال لا يعني ان الطائرات التي يزيد عددها على 500 ستحرر قريبا من القفص الذي وضعتها فيه قرارات الحصار، فلكل فعل ردة فعل مساوية في المقدار ومضادة لها في الاتجاه. .