وهذا ما خشيناه وحذّرنا منه ..
بقلم : أياد السماوي …
في مقالنا السابق الذي حمل عنوان (من وراء موجة العداء لإيران الثورة والمقاومة ؟؟) كنّا قد حذّرنا من مخاطر تصاعد موجة العداء في الشارع العراقي للشقيقة إيران , وقلنا بالحرف الواحد أنّ (تعميق مظاهر العداء للشقيقة إيران يجري على قدم وساق وبتخطيط دولي تحت إشراف خبراء صهاينة يتّخذون من شمال العراق مركزا لهم , وهذا المخطط الخطير تشترك به قوى سياسية شيعية وسنيّة وكردية) .. وقلنا ( للأسف الشديد أنّ زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر قد لعب دورا كبيرا في ترسيخ موجة العداء لإيران داخل تيّاره من خلال تركيزه المستمر بشعار (لا شرقية ولا غربية) , وأنصاره هم أول من رفع شعار ( إيران برّة برّة ) وهم الذين حرقوا القنصليات الإيرانية في كربلاء والبصرة , وما جرى مساء أمس في ساحة النسور هو نتيجة حتميّة لشعار لا شرقية ولا غربية ) ..
وحين يتطوّع الصدريون لتبرئة السعودية من إنتاج الجماعات المتطرّفة وحصر صناعة التطرّق في المنطقة بإيران لوحدها كما جاء في تغريدة (عصام سوسة) الصدري التي قال فيها أنّ ( تحديث محمد بن سلمان للسعودية نحو المدنية يضع إيران في موقف محرج ، السعودية حاليا لا تمثل مصدر لانتاج الجماعات المتطرفة ، عكس إيران التي تعتمد في سياستها الخارجية على هذه الجماعات ، وهنا يكون إخلال بتوازن صناعة التطرف ، لتكون ايران المصدر الوحيد لانتاج التطرف المسلّح في المنطقة ) .. تكون إسرائيل قد نجحت نجاحا باهرا في توجيه العقل الجمعي لشريحة شيعية واسعة بأنّ إيران هي مصدر التطرّف والإرهاب في المنطقة ,عكس ما هو مترّسخ في الوعي الجمعي الشيعي أنّ جميع التنظيمات الإرهابية والحركات المتطرّفة قد خرجت من العقيدة الوهابية المنحرفة وفتاوى علماء السعودية الوهابيين ..
وهذا ما تسعى له إسرائيل في تغيير بوصلة العداء باتجاه الشقيقة إيران , كما نجحت مع دول الخليج العربي وبعض الدول العربية والإسلامية , بتغيير بوصلة العداء نحو إيران , وترسيخ فكرة أنّ إيران هي مصدر الإرهاب الأول وكذلك مصدر عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة , من خلال دعمها لفصائل المقاومة الإسلامية في العراق ولبنان واليمن .. ولا شّك أنّ نجاح إسرائيل بتغيير بوصلة العداء نحو إيران سيكون هو الباب نحو التطبيع مع العراق العصي على التطبيع بشعبه ومرجعيته.. فحين تكون إيران هي عدو الشعب العراق الأول ومصدر عدم استقراره , تكون كلّ الأبواب قد فتحت للتطبيع مع إسرائيل , وهذا ما لا يدركه زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر الذي أرسى مظاهر العداء عند أنصاره ومؤيديه للجارة الشقيقة إيران التي حمته عندما لجأ إليها بعد أحداث صولة الفرسان عام 2009 .. وما غرّد به (عصام سوسة) الصدري ليس رأيا شخصيا انفرد به , بل هو منهج التيّار الصدري الذي انحرف بعيدا عن رسالة الشهيدين الصدرين الخالدين , فإذا كان زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر لا يدرك مخاطر تعاظم عداء تيّاره للشقيقة إيران الذي لا يخدم سوى إسرائيل ومساعيها للتطبيع مع العراق , فها نحن نقولها له وندعوه لإعادة النظر في موقفه من الشقيقة إيران التي تمّثل عمقنا الفكري والعقائدي , فالعداء لإيران الثورة والمقاومة لا يخدم سوى أعداء العراق وشيعة أهل البيت عليهم السلام ويقدّم خدمة جليلة لإسرائيل للتطبيع مع العراق .. لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
أياد السماوي
في 18 / 04 / 2022