المكيافلية هي التي من قتلت الحسين ((عليه السلام)) .
بقلم : حسن المياح …
المكيافيلية كتفكير وسلوك عملي هي القوة الباطشة القاتلة لأصحاب العقيدة الدعاة ، ( وأقصد بالدعاة هو كل شخص ، وخصوصآ السياسي ، مهما كان إنتماؤه الحزبي والسياسي ، والهدف الذي يتوجه اليه ، ويتغياه تحقيق وقوع ) لما يميلوا اليها إلتواء تحول عندما يفسرون التكتيك إبداع عمل تفكيري ، ومهارة تجربة عملية لإقتناص فرصة يمكن أن لا تعود ، أو لا تتكرر ، وفقآ لما هم عليه من ميوعة قبول ، وسيولة سلوك مظهر وجود ، بفضل فذلكة شيطنة تتأبلس على أنها ديناميكية حركة إستيعاب ، بثوب نشاط حراك سياسي القابل للتحول والقولبة ؛ لا للإيمان والتمحور ، لما يكون الظرف النفسي ضاغطآ ، وأنه فرصة ذهبية لتبديل الواقع الشخصي من هبوط ونزول وإحتقار الى صعود وإرتفاع وسمو حيازة وإمتلاك ، بعد فقر وجوع وحاجة ، بدفع من النفس الأمارة بالسوء ، لما يكون التزاحم بين الباطل والحق ، وبين الزهوق والحصحصة …. ، وأن القوي الباطش ، أو المعاند الزائح ، أن يكون أحدهما ….. وأن النفس الأمارة بالسوء تميل وتستجيب وتنجذب الى ما يلبي رغباتها وشهواتها ، والنفس اللوامة ( الضمير ) تدعو الى السير على خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله ، بما لهذه العقيدة الإلهية السماوية من قوة جذب هداية ، وما لها من مغنطسة إرشاد …….
والمعركة في داخل الإنسان بما هي جدل وصراع ، هي بين النفس اللوامة ( الضمير ) بما هي قوة مراقبة ومحاسبة ولوم وتعنيف وهداية وإرشاد ، وبين النفس الأمارة بالسوء بما للمادة من قوة جذب وحيازة …. والإنسان السوي الذي تتفوق عنده ، وترشد سلوكه ، النفس اللوامة ، بما هي قوة مراقبة ضمير ، وضخامة سلطان محاسبة سلوك ، يكون سيره حتمآ على خط إستقامة عدل عقيدة لا إله إلا الله ، فتراه يعمل على الحق وبالحق ، ويرفض الباطل ، وينسف كل وشيجة ترتبط به مهما كان مردودها النفعي المكيافيلي الحرام ……
والإنسان الذي يستعبده زخم دفع تلبية شهوات ورغبات النفس الأمارة بالسوء ، ويقود بوصلة سيره موج عرامتها الهائج الكاسح القالع لكل ما هو ضمير ومراقبة ومحاسبة وتقوى وورع ، تراه يخوض في مستنقعات رذالة وتعاسة التفكير ، ويتمرغ في أوحال السقوط السلوكي والأخلاقي ، ولكنه يروض عقله سفاهة وجاهلية وصعلكة سلوك تفكير ، ويصور لنفسه مخادعة أنه يمارس مكيافيليآ سلوك مدارج العلا ، وهو المتسافل الدرجات الهابط في الإنحطاط الفكري ، وفي التردي السلوكي العملي ، وفي السقوط الأخلاقي ….. لما هو عليه الإنسان الفطري الطبيعي الإعتيادي ، ولما هي الإنسانية في شموخها الخلقي في أحسن تقويم ……
وما الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام إلا هو جبهة وجانب الحق ، الذي له ضمير رسالي معصوم مشبع بعقيدة لا إله إلا الله بما هي عليه من توحيد عقيدة ومنبع تشريعات ، ومفاهيم قرآن تنور سلوك خط الإستقامة ، وتوضح معالمه إضاءة مكشوفة لقيادة السلوك والتصرفات ……..
وما عمر بن سعد بن أبي وقاص إلا هو عنوان الباطل والإنحراف والزيغ والتحول والتقلب — كالمومس اللعوب العابثة بشرفها ، والمبيحته آعلانآ مكيافليآ من أجل المال ، لا اللذة الشهوية الجنسية — والمكيافيلي العقيدة والتفكير والسلوك والممارسة وإتخاذ الموقف ، الذي تحكمت بعقله وفكره وقلبه النفس الأمارة بالسوء بما هي عرامة قهر شهوات ، وعنفوان رغبات ، وزهو إمتلاكات مادية ، وضغوطات تلبية نزعات شيطانية مجرمة منحرفة فاسدة لئيمة معتدية ….
وتقابلا هذان الوجودان المتناقضان ، وهذان السلوكان المتضادان ، وهاتان الشخصيتان المختلفتان عقيدة عبادة ، ونوع سلوك ، ونموذج أخلاق ، وطراز تصرفات …..لما كانا وجهآ لوجه تحاورآ ، وإلقاء حجة ، وهما في ساحة معركة العقيدة وشهوات النفس الأمارة بالسوء — وللدارس لعلم النفس والإجتماع ، والمولع بحصد معلومات ثقافتيهما ، أن يهتم بتأمل تفكير ، وإستقراء وإستقصاء كل مواقف إتخاذ قرار — من خلال اللقاء والتحاور بينهما — التي تنتج وتصدر سلوك تجارب عملية وتصرفات سلوكية ، ليستنتج ثمار نتائج بحوث علم نفس وإجتماع من نظريات وقوانين حاكمة ، إستدلالآ برهانيآ إستنباطيآ ، وسير إستدلال إستقرائي ، لكل كلمة قيلت في الحوار ، وكل ممارسة سلوك تصرف إنتهجت مسيرة حياة …… لتعرف وهن وضعف وإنحراف وإجرام النفس الأمارة بالسوء ….. ولتميزها عن قوة العقيدة لما تثبت وتترسخ ، وتكون هي بوصلة التفكير والسلوك والممارسة بما هي عليه من صلابة يقين ، وثبوت وعي فاحص متمكن ، ومن وضوح وإشراق ، ومن طهر ونظافة ، ومن عزة وكرامة ، ومما الى ذلك من إرتفاعات زهو تفكير ، وسمو إرتقاء ممارسات سلوك عفيف ، ونبل أخلاق كريمة …….
والأساس في كل هذا التناقض والتباين ، والإختلاف والتقابل ، والتصارع والتنافس ….. ، هو سلوك التصرف المكيافيلي المجرم المنحرف المؤدي الى الركوس والنكوس والسقوط في الجرائم والموبقات … لما يكون هو الفيصل الحاكم في إتخاذ القرار ….. ولذلك قتل عمر بن سعد بن أبي وقاص الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء ، من أجل سلوك مكيافيلي توسله منهج حياة إسترخاء وثراء ، الذي يسول ، ويبرر ، ويجمل ، ويزركش ، ويزين ، مصلحة ملك الري ، ومليء ركاب عمر بن سعد فضة وذهبآ ، ويدفعه هذا التفكير والسلوك المكيافيلي الى أن يجرؤ على قتل الحسين بن علي عليه السلام …. ؟؟؟ !!!
والفضيحة المدوية المعلومة المشهورة التي دونتها كتب التاريخ والسير ، أن منطقة الري هي كانت أمنية عمر بن سعد ، وأنه يبذل كل الجهد في أن يتملكها ، ويستحوذ عليها ، ويستأثرها لنفسه ، وكان يترجاها ، وينتظرها …… وهكذا هو السلوك المكيافيلي لما يغش ، ويخدع ، ويورط ….. ، وهو الذي دفع عمر بن سعد أن يتوسل آنتهاج السلوك المكيافيلي المجرم ، الذي يبرر ويبيح كل وسيلة ، وقام بقتل الإمام الحسين بن علي عليه السلام …. وهو لم يفز بتحقيق حلم الأمنية التي تملكه أرض الري وثمارها والتي عهد اليه بها ، فخسر وأخذ يجر أذيال الخداغ والغش والغدر التي كان متعلقآ بها ، وبكى ندمآ بإستجاشة شعور النفس اللوامة ( الضمير ) التي أنبته على فعلته ، وسلوكه العملي المجرم ، بعدما فشل ، وضحك منه وسخر …… وأذرف المكيافيلي التفكير والسلوك عمر بن سعد الدموع أنهارآ ، حسرة وتألمآ على ضياع ملك الري منه …… وأصبح يقلب يديه في ضياع وتيه وهلوسة التفكير والسلوك المكيافيلي الذي غشه وخدعه ….. وهو المنتظر مصيره الى النار ، بعد العار والشنار ….. ؟؟؟