[ إن تسخروا منا ، فإنا نسخر منكم ، كما تسخرون ]
بقلم : حسن المياح …
من الحكمة أن يرد الأسلوب بمثله ، فالفكر يرد بالفكر لمن يحترم الفكر والتفكير ، والحوار يكون مع من يريد الحوار ويلتزم بآدابه ….. ؛ أما من يريد التحطيم والتدمير عن قصد وتصميم متصعلك شرير ، فلا بد من مواجهته بإسلوبه ، وكما نوهنا في البدء ، أن من مقتضيات الحكمة في مواجهة الموقف ، أن يكون بما يتطابق مع مقتضى الحال …. ولكل فعل رد فعل يماثله أسلوبآ ، ويعارضه نتيجة ، ويختلف عنه موقفآ وتدبيرات وإستعدادات …. وهذه هي علمية فنون الحراك السياسي لما تتأزم الأمور ، وتضيق وتعسر الحلول ، وتكثر التكلسات والمنغصات ، ويضيق الوسع والسلوك على جريان وإنسيابية الماء في الأنبوب لما تكثر الإنسدادات ، وتغيب عن التفكير محاولات الحلول والمعالجات …
هكذا يتبارون ويتحاورون ، فيقولون هؤلاء نريدها حكومة أغلبية سياسية محاصصة ….. ، وأولئك يقولون نريدها حكومة أغلبية وطنية إصلاحآ ….. فهولاء يسخرون من إصلاح أولئك ؛ وأولئك يسخرون من محاصصة هؤلاء …. وقد سخر الواحد من الأخر ، وأن الذي يريد ويؤكد ويصر على المحاصصة ، يهزأ بما هو إصلاح ، وأنه لا يكون أبدآ ، جريآ على قاعدة الإستصحاب الأصولية التي تحكم بالبقاء على ما كان ، حتى يثبت اليقين …… والذي يريد ويؤكد ويصر لزومآ على الإصلاح قد ثبت لديه بالدليل القاطع أن بقاء السابق ( الذي هو نظام المحاصصة والنهب والسيبان الإداري والتصرف ) هو تحطيم وتدمير عن قصد وتصميم ، ولذلك يجب العدول الى نظام جديد يلغي العلة التي كانت السبب في التحطيم والتدمير ، وتجرب علة أخرى مكانها تناقضها ، وتكون في نفس الوقت علاجآ لها ، وبذلك يستديم الحال ، كما هم يتصورون ….. ووفقآ للحقيقة الفلسفية أن * الوجود بالقوة * ، هو غيره * الوجود بالفعل * والواقع …… فهل يتحقق في الواقع حقيقة وجود إصلاح …… !!! والأدوات هي نفسها الأدوات ، وأقصد بالأدوات هي أن المسؤولين هم ذواتهم المسؤولون إجتماعآ وعلى إفتراق …… والذي ذاق طعم الحرام وولغ به شبعآ وقناعة ، يصعب عليه إجتنابه ، أو مغادرته ، أو الإبتعاد عنه ، ولو لهنيئة ، أو للمح البرق …… ؟؟؟ !!!
والصدر اليوم الأحد ٢٠٢٢/٥/١٥م ، أعلنها معارضة وطنية لمدة لا تقل عن شهر ، جريآ على أسلوب المواقيت ( ويسألونك عن الأهلة ، قل هي مواقيت للناس ) تحديآ ساخرآ ، وهو العالم أنهم لا يقدرون على تشكيل الحكومة بدونه ، وجعلهم يزدحمون ، ويفكرون ، ويتلاومون ، لأنهم يعلمون أنهم لا قدرة لهم على ذلك ….. ؛ وإذا فرضنا أنهم قدروا على تشكيل الحكومة ، فإنهم لا يستمرون ، ولا يبقون سلاطين حاكمين يتحاصصون ، لأنهم يعلمون ما يكنه الصدر من قوة زخم كاسحة ناسفة جبارة تثير الجماهير تظاهرات غاضبة مزمجرة متوعدة ، وأنهم سيتزلزلون فيرتعدون ، وأنهم سيتلاومون على الحظ الذي هم فيه متورطون فيتمزقون ، فيضطرون تفكيرآ وتصميمآ الى انهم سيتفرقون من أجل أن يفرون ، ويهربون ….. ، كما كانوا بالأمس في الكواليس الصعلوكية الجاهلية المظلمة ، يخططون كيف هم لا يهزمون … ، ومن المحاصصة لا يفلسون ….. ؟؟؟
الصدر في تشكيل الحكومة الوطنية الصالحة ( كما هي أدبياتهم يوم يتحدثون ، وساعة يعلنون ) لا يريد دولة القانون ، ولا البعض الذين هم معآ وإياهم يتوافقون ويتحدون …… ؟؟
والإطار التنسيقي بمجموعه كله ، وإستغراقه ، وعمومه عدديآ ، ليس بقادر على تشكيل الحكومة بدون التوافق مع السيد الصدر ، ولأسباب متعددة … ، بعضها يوضحون ، والبعض الآخر الذي به فيما بينهم يتهامسون ولا يعلنون ، لأنها نقطة ضعف عليهم لما بها ينطقون ، وهي الخوف من جماهير الصدر الغاضبة لما يتوترون ، وعن الساعد يشمرون ، ويغضبون ، ويلوح اليهم أن يتظاهروا فيتجمعوا ، وفي الشوراع والأزقة وعلى المؤسسات ينتشرون ، ويسيطرون ……
هذه هي الحقيقة التي لا يستطيعون عنها إفصاحآ ، أو توضيحآ ، ولا هم عنها بقادرين على أن ينطقون ، لأنها عار وشنار عليهم إن كانوا ينطقون ….. ، وهم ليس عليها بقادرين ، ولا يستطعون أن يسخرون ، أو يطوقون ، أو يجابهون …….. لذلك هم متحيرون ، وبالأيدي يصفقون ….. ، طمعآ بالمحاصصة التي بها يفكرون ومن أجلها يتسابقون ويتجمعون … ؟؟ ، وخوفآ من المساءلة بعدها لأنهم اليها سيخضعون … ؟؟؟
وحتى لو قررت المحكمة الإتحادية بحل البرلمان وإعادة الإنتخابات من جديد ، فإن المصيبة هي المصيبة تبقى ، وأنها هي الكارثة الباقية ، ما لم يعدل تفسير مفهوم الكتلة الفائزة من قبل المحكمة الإتحادية ، ويرجع الى سابق عهده لما هو عليه النهج الديمقراطي الصحيح لتفسير الكتلة الفائزة التي هي الأكثر عددآ آعتمادآ على تتمخض عنه نتائج الإنتخابات ، وليس هي الكتلة الأكثر عددآ تشكيلآ في أول جلسة للبرلمان تحت قبته ….. وبهذا لا تكون هناك من إنسدادات ، ولا من مغاليق ، ولا من تحكمات ، ولا من أقفال ، تعرقل عمل تشكيل الحكومة الجديدة ……..
ولسان حال التحاور على تشكيل الحكومة إذا بقي على نفس التفسير الحالي الذي يعتبر الكتلة الأكثر عددآ التي تعلن في أول جلسة للبرلمان …. ، يقول :《 وإذا عدتم … عدنا 》 ، وسنعود لما أنتم تعودون ….. وهذه هي سياسة المط المكيافيلي الجاهلي المتفرعن المتكلس المتحجر ، والجر الصعلوكي الدكتاتوري للنهب والظلم ، والتحطيم والتدمير ……