بقلم : سرى العبيدي ..
سفيرة الجمال والطفولة والثقافة الدولية ✍️
مع بدايات وجود الإنسان على الأرض، نجد بأن هناك حاجة إلى الدبلوماسية التي كانت متزامنة بالنظر لحاجات الإنسان والمجتمع بعد تطوره إلى ضبط السلوكيات وتصرفات المجتمعات البشرية، بما يسهم في الحفاظ على المتبنيات الضرورية لديمومة الحياة البشرية.
لقد مرت الدبلوماسية بمراحل متعددة حتى وصلت إلى يومنا هذا، فكل مرحلة زمنية تظهر معها طريقة وآلية تتناسب والتعامل معها، وفقاً للقيم الأخلاقية التي يؤمنون بها، ولكن مع تطور الزمن طرأت عليها التغيرات على المستويات كافة، سواء من الناحية التاريخية والجغرافية، فكانت الدبلوماسية تنتقل من شكلها السري إلى الشكل العلني ثم إلى الشكل الرسمي.
تطورت الدبلوماسية مع تطور الأزمنة، فأصبحت تعبيراً عن حاجات المجتمع المتحضر، فلم تعد تقتصر الدبلوماسية على الجانب الرسمي للدولة فحسب، بل تعددت أنواعها وأشكالها، ومنها الدبلوماسية الدينية، وهي النوع من الدبلوماسية لحجم تأثيراتها وقوتها من الناحية المعنوية التي تضيف نوعاً من الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب.
الدبلوماسية الدينية هي دعوة لاقت ترحيباً كبيراً بعدما عانت البشرية من ويلات الحرب. تلعب الدبلوماسية الدينية الدور المميز في حل الكثير من المشكلات الاجتماعية وتسوية الخلافات والنزاعات في مختلف أرجاء المعمورة.
تتمثل الدبلوماسية الدينية في إحلال السلام والمحبة، ولها إسهام كبير في زرع بذرة الحب والوئام في نفوس البشر وخلق فرص التواصل الروحي بينهم وفرض احترام قداسة الإنسان. تدعو الدبلوماسية الدينية إلى تبنى قيم التسامح ونبذ العنف والعدالة والمساواة بين البشر من دون تمييز.
إن العالم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز تلك الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى تفعيلها للقضاء على الظواهر التي تعاني منها المجتمعات وخاصة ظاهرة الإرهاب والعنف الذي ضرب الجميع من دون استثناء، في هذا السياق، إن الوعي الديني والضبط الاجتماعي يجب أن يصب في خدمة أهداف الدول، بالتالي ستعزز الدبلوماسية الدينة قيم التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
الدبلوماسية الدينية تتمثل في الدور الفاعل لتهدية الأوضاع وتسوية النزاعات في مختلف أنحاء العالم. وهذا ما تسعى الدبلوماسية الدينية برموز كل ديانة في تحقيقه والعمل بجدية، من أجل إحلال السلام ونشره في العالم، وإن الدعوة لتفعيل الدبلوماسية الدينية تهدف إلى استثما�