بقلم: الكاتبة سرى العبيدي ..
سفيرة الجمال والطفولة والإبداع العالمي..
الإيمان بالله والالتزام بمباديء الدين وقيمه يشبع في الإنسان حقيقة روحية ، وهي اتجاه النفس الإنسانية إلى التقديس والتعظيم .فالإنسان بشعوره الفطري ، وتكوينه النفسي ، يشعر بوجود حقيقة كبرى هي الكمال كله فيتصاغر أمامها ، ويتجه لتعظيمها ، ولكنه لايعيها بوضوح دائما ، وهو لابد أن يعبر عن شعوره الفطري هذا ، فهو إما أن يوجهه وجهته الصحيحة ، وهي التوجه إلى الخالق المعبود عن طريق هداية الأنبياء ، وتوجيه الدين السليم ….واما أن ينحرف به فيعبر عنه بعبادة المخلوقات ، أو الذات الانانية المقيتة التي هي مصدر الخطر والظلم والعدوان والجشع ، فيتحول الإنسان إلى عبد يقدس ويعظم غير الله … من طغاة ، ومطامع ، وشهوات ، ومال ، وسلطة ، وجاه …الخ .فتتجسد المأساة البشرية بأبشع صور الانحراف والطغيان والممارسات الشاذة .وصدق الله القائل 🙁 انما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً…).فكل معبود ماعدا الله اختلاف في تصورات الوهم ، وكل توجه لغيره انحراف بغريزة العبادة والتقديس .أما الدين فإنه بوجه الإنسان إلى عبادة الله الحق المتعال على كل مافي هذه الحياة ، من شهوة ، ولذة ، ومال ، وجاه ، وسلطة ، لتتجه ذات الإنسان إلى المعبود المتصف بكل صفات الكمال من عدل ، ورحمة ، وحق ، وعطف ، ومغفرة ، ولطف ، وعلم ، وحكمة ، وقدرة …الخ . فتتجه حياة الإنسان بهذا الاتجاه المستمر نحو الله إلى التطابق مع قيم الحق والاستقامة والكمال التي يتصف بها معبود الإنسان العظيم .