ومثلي لا يبايع مثله
بقلم: حسن المياح ..
~ ٦ ~
سيدي ... سيدي ... سيدي ...
حسين .. يا حسين …
ما أشجعك حين يجد الجد وتدلهم الخطوب وتكثر الصعاب ويحمى وطيس الحرب ساعة النزال , وأنت الرجل الشجاع المقدام المنازل , الضاحك المبتسم بعزم وقوة وصلابة موقف جهادي , كما هو أبوك علي بن أبي طالب عليه السلام أسد الله وأسد رسوله , حينما ينزل الى لهوات القتال وغمرات الحرب مهرولآ مبتسمآ مستهينآ بالعدو لا يأبه بشجاعتهم , ولكن بحذر المقاتل البطل الشجاع البئيس , نازعآ الدرع يصول صولة الأسد الهصور , مجاهدآ يرهبه الأعداء وهو على هذا الحال , ويوم شد حزامه وهو قد ناف عمره على الستين عامآ وغاص بسيفه ذي الفقار لوحده وإخترق أربعة آلاف فارسآ , دون وجل , ولا خشية , ولا خوف …. , ورجع وإبتسامة النصر تعلو على شفتيه , وصمصامه بيده يقطر من دماء الأعداء … , ويفر الأعداء منه كفرار الشياه إذا إشتد عليها الذئب … , ويلوذون من سيفه البتار جبنآ ورعادة وإرتعاشآ , ويحتالون حين يعلو السيف على رقابهم بكشف عوراتهم للنجاة من الموت المحتم بسيف أبيك البتار … علي الكرار…!
حسين .. يا حسين …
ما سمعت , ولا قرأت , ولا خطر على بال مؤرخ , أو كاتب , أو إنسان , أنك كما هو أبوك تحيزتما … , أو وليتما الدبر في قتال … , أو إرتجفت لكما أوصال … , أو خطر على بالكما الضعف , أو التردد , أو تثاقلتما في سوح القتال … .
حاشا وألف ألف حاشا …!
حسين .. يا حسين …
ما أعظمك , وأنور وجهك الكريم , وأشرق سحنتك الطيبة الطاهرة , حين تكثر من قولك , ” هيهات منا الذلة ” , وأنت الصادق في قولك , والماضي في عهدك , والعدو يشهد لك بالإباء والعز , والكرامة والشهامة , سواء قل عدد الأعداء عليك أو كثر , بل هما سواء للحسين بن علي عليه السلام الإمام الهمام …!
حسين .. يا حسين …
يا عجبآ لشدة عزمك وبطولاتك , وقوة مرابطتك وثبات جنانك …!
حسين .. يا حسين …
ما أكرم جودك في عطاياك وحنانك … ، وما ألذ عبادتك وأنت في محراب صلاتك , بين يدي ربك حين تناجيه , بقلب عقول , ولسان سؤول , ووجدان جياش , وضمير مؤمن , وروح مطمئنة مرفرفة محلقة , تخفق وجدآ وعشقآ , وتنشد ذوبانآ بخالقها وبارئها وحبيبيها ومعشوقها الخالد , الذي أرق ليلك , وأشغل نهارك , عبادة وتسبيحآ , ومناجاة وعملآ جادآ , وجهادآ متواصلآ للنفس , وفي معارك الميدان , وهداية على إستقامة الطريق ……..
حسن المياح ~ البصرة