جمهورية الفساد العظمى
بقلم: حسن جمعة ..
من قال بان حكام ما بعد 2003 لا يعرفون بناء دولة؟! مخطىء جدا من يعتقد ذلك، بل واهم ويحتاج الى اعادة ضبط زوايا نظرته.. فهم عملوا على بناء جمهورية جديدة بأركانها المختلفة.
نعم، انها جمهورية الفساد العظمى، التي انشأت على تلال من الصفقات المدرة لملايين الدولارات في جيوبهم، ولعل اخر ما كشف عن اركان هذه الجمهورية، فضيحة الضرائب وسرقة 2.3 مليار دولار (برج خليفة بكل ملحقاته كلف 1.2 مليار دولار)، لكنها ذهبت الى مقاطعات الاحزاب داخل جمهوريتهم التي تبنى بناطحات سحاب بنكية، فالاموال لا يكفيها البناء الافقي بعد، او حتى العمودي التقليدي.
الامر لا يقتصر على الضريبة، انما مختلف مؤسسات الدولة، فخذوا مثالاً اخر في وزارة التربية وفساد مشروع رقم (1) الشهير وما تبعته من صفقات المدارس الحديدية ومن ثم فساد طباعة المناهج واستحواذ مثنى السامرائي على مطابعها، بما يتجاوز الـ مليار دولار سنويا.
وايضا، ما يجري في وزارة الصناعة من تعطيل للمصانع، وتحويلها الى خاسرة ووضع يد واجهات حزبية تحت مسمى رجال اعمال ومستثمرين، للاستحواذ عليها واستخدامها لغسل الاموال، وفتح باب الاستيراد بكومشنات “رنانة”.
ولا نبتعد كثيرا عن مزاد غسيل الاموال الكبير.. مزاد العملة في البنك المركزي، الذي يبيع نحو 300 مليون دولار يومياً، بقوائم يعرف الجميع انها مزورة.
كذلك، عقود جولات التراخيص في النفط، ومشاريع الطرق والجسور في الاعمار واللا اسكان، وايضا هيئة الاستثمار وفضيحة “بسماية” وهروب الشركة الكورية، ومجمع “الزهور” وغيرها.
خطوط تهريب النفط الى اسرائيل من بغداد باتجاه اربيل، المشاريع الوهمية التي صرفت على “الصرف الصحي”، والـ 7 مليار دولار التي قالوا انها غرقت بالامطار !!
وفساد شركات الاتصال والانترنت ورشاوى “طمطمة” ديونها التي تتجاوز المليار دولار.
حقيقة، القائمة تطول وتطول وتطول حد التعب، والقيح الذي امتلئت قلوبنا به ونحن ندون اركان هذه الجمهورية العظمى في الفساد.
انها جمهوريتهم التي بنيت على اطلال بيوت الفقراء وابناء الطبقة المتوسطة.. انها جمهورية الفساد العظمى.. فهل من مغيث ؟!