صياد الغيوم .. (الفرصة الاخيرة )
بقلم _ عباس الزيدي ..
يقول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب _ عليه السلام _ أستثمروا الفرص فانها تمر _ مرور السحاب •
في احد القرى النائية في بلاد المغرب العربي والتي تقع على أعالي الجبال حيث لايوجد فيها عيون او مياه جوفية ونظرا للحاجة الماسة للمياه قام اهالي تلك القرية بحياكة شباك خاصة وتم نشرها ورفعها على اعمدة استطاعوا من خلالها اصطياد تلك الغيوم …!!
ليس لتمطر بل ليسكن الندى على الشباك ثم تندلق قطرات الماء منها في مواضع خاصة ليتسنى لهم استخدامها فيما بعد •
انها قصة كفاح ونضال وجهاد
هذه المعانات والقساوة والعمل الشاق والفرصة المعدومة التي تصل الى درجة المستحيل يجب ان لا تقارن مع باقي الفرص الكثيرة والسهلة بل في كثير من الاحيان تسوقها الظروف والأحداث او القدر والحظوظ وتقدمها على طبق من ذهب وللأسف الشديد تمر مرور الكرام دون استثمارها ..!!؟؟
كم هي الفرص التي مرت على شعب العراق وعلى ساسة العراق لأحداث تغيير كمي ونوعي ونقلة نوعية •
الجميع هنا يتحمل المسؤولية سواء المواطن او المسؤول ولكن بنسب مختلفة كلا بحسبه سواء في حسن او سوء الاختيار او الادارة والقرار …..
هل هو عدم ادراك ام لامبالاة … ؟؟؟
ولماذا عدم الاكتراث .؟
اي منزلق واي جيب مهلك وأي واقع وزاوية ضيقة وقع فيه اصحاب القرار …؟؟
بالقدر الذي فرطنا فيه بالفرص الكثيرة والمساحة الكبيرة للمناورة وأصبحنا في نهاية المطاف امام الفرصة الاخيرة
والطامة الكبرى يقولها من هو في مركز صنع القرار …!
وكانما يتحدى نفسه والواقع الذي رسمه وهو بذلك يعترف بقصوره وتقصيره وافراطه وتفريطه •
هل هو قدرنا ام هو تحصيل حاصل لماجنت ايدينا ام انه اعتراف واقرار باننا مسلوبي الارادة والعزم والقرار وان هناك من هو يتحكم بمجمل الامور ونحن مجرد دمى ….؟
نحن نحتكم الى ارث كبير وقدير وتاريخ غني بالتجارب
لماذا نمر عليها مرور الكرام دون عبرة وموعظة.؟
لماذا لا يستمع الكثير منا للنصح او يركن للمشورة ….؟؟
ربما توفرت اليوم فرصة …ولافرصة يوم غد
هي استفهامات تتكرر لا تبحث عن اجوبة لانها معروفة ونحن أبناء الواقع المر الذي استبدل السؤال لماذا بتمني بعيد المنال
ماذا لو …..
بعد زرع الياس والاحباط وايضا نتسائل .. لماذا
ولماذا ولماذا اسئلة تتكرر
ويبقى السؤال الاهم ..
لماذا نحن أمام الفرصة الاخيرة