مقارنة سريعة بين العراق وهولندا
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
لا تندهشوا إذا علمتم ان مساحة العراق أكبر من مساحة هولندا بعشر مرات، أو أكثر بقليل. فمساحة العراق تساوي 438,317 كم² ومساحة هولندا تساوي 41,543 كم²، ويأتي تسلسلها في المرتبة 64 من حيث إنتاج النفط، بينما يتصدر العراق القائمة الدولية بالمرتبة الخامسة، أو الرابعة. . .
لكن هولندا وعلى الرغم من صغرها تُمثل سادس أكبر اقتصاد في الاتّحاد الأوروبي، ويَرتفع فيها الفائض التجاري باستمرار، وعلاقاتها الصناعية متطورة جداً، فهي تُعنَى بالعديد من الصّناعات، من بينها: تكرير البترول، ومعالجة الأغذية، وصناعة الكيماويات، والآلات الكهربائية المختلفة، وبناء السفن التخصصية العملاقة، ويمثل قطاعها الزّراعي ثاني أكبر مصدر للزراعة حول العالم، حيث يدعم وضع البلاد بأكملها، ويعمل به ما نسبته حوالي 2% من القوى العاملة، في حين يَعتمد تُلثي اقتصادها على التجارة الخارجية، فهي تحتل المرتبة السابعة حول العالم من حيثُ الصّادرات. .
تمتلك هولندا شبكة موانئ كبيرة نظراً لاقتصادها المتطور، والذي يستثمر بكثافة في كل من الصادرات والواردات. فالموانئ في هولندا هي العنصر الأساسي في التبادل التجاري. وهي الموطن الأكبر للموانئ في أوروبا، حيث توجد فيها العديد من الموانئ المحورية. التي توفر خيارات الشحن الملائمة للشركات العاملة داخل البلاد، وداخل الاتحاد الأوروبي. فقد استحوذ الشحن البحري فيها عام 2019 على 63.4٪ من إجمالي الواردات، وحقق ميناء روتردام وحده إنتاجية عالية بلغت 436.8 مليون طناً عام 2020. .
على صعيد آخر يسهم قطاع السياحة الهولندية في نمو اقتصادها، مسجلاً حوالي 78 مليار يورو عام 2018. .
والبطالة في هولندا منخفضة جداً. .
وربما يطول بنا المقام في الحديث عن دولة اصغر من العراق بعشر مرات، ولا تمتلك 10% من ثروات العراق، لكنها سجلت تفوقاً هائلاً في كل الميادين الصناعية والزراعية والتجارية والتعليمية والطبية. . . الخ. .
ويعزا هذا النجاح والتفوق الباهر إلى الطريقة الذكية التي تُدار بها البلاد، حيث يتبوأ الشخص المناسب موقعه الصحيح في المكان المناسب، فالهولنديون أول من سارع لتطبيق النظرية العراقية القديمة: (اعط الخبز لخبازته حتى لو أكلت نصفه)، لكنك لن تجد من يطبق هذه النظرية في العراق، خصوصاً في ظل المحاصصة السياسية. .
وسوف نواصل كتابة سلسلة من مقالات المقارنة مع البلدان الواعية. . .
فالحديث عنها ذو شجون. . .