أسواق البالات: مولات على الرصيف
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
ليس كل ملابس البالات مستعملة، وإنما تشكل المستعملة منها 50% تقريبا، بينما تشكل الازياء المنتهية، والملابس الجديدة المتقادمة 30%، في حين تشكل مبيعات الجمارك من المستوردات المخالفة للتعليمات 15%، وتأتي الملابس العسكرية البالية وغير المرغوب فيها لتشكل 5%. .
اما مفردة (بالة) بتضخيم اللام: فهي شائعة في اللهجات العربية في عموم بلدان الشرق الاوسط، وتشمل الثياب المستعملة النظيفة المعروضة للبيع، واكثرها مستوردة من الخارج، اما اصل الكلمة فيقال إنها فارسية، وتعني رزمة كبيرة أحكم ربطها، ويرى البعض انها فرنسية (Balle)، أو ايطالية (Balla)..
وقد تزايدت شعبيتها في العراق منذ بداية القرن الماضي، وكانت السفن المترددة على موانئ البصرة تجلبها من أوروبا بكميات تغطي احتياجات الجميع من كل الأعمار. .
كانت الملابس في الماضي البعيد تبقى قيد الاستعمال بين أفراد الأسرة، كانت كل قطعة تنتقل من الأم إلى الابنة كإرث، ومن الكبير الى الصغير، حيث كان القليل من الناس قادرين على شراء الملابس الجديدة نظراً لاسعارها المرتفعة.. .
بدأت فكرة تدوير الملابس واعادة تسويقها بعد الحرب العالمية الاولى، فظهرت العديد من الأسواق المستعملة في أوروبا مثل سوق الراتنج الشهير في إركولانو (إيطاليا)، الذي باشر ببيع الملابس المسروقة من ثكنات الجيوش المهجورة، ثم ظهرت مجموعات متنوعة من متاجر الملابس المستعملة حول العالم، وازدادت شعبيتها شيئا فشيئا حتى أصبحت لها اسواق موزعة في معظم المدن في كل القارات. .
وهي الآن خاضعة للرقابة والتعقيم الصحي، وتُباع في أكشاك مخصصة للقمصان، أو لبيع السراويل، أو لبيع ملابس الصغار، أو لبيع المعاطف والاحذية، أو المستلزمات المنزلية. ولم تعد مقتصرة على الفقراء وذوي الدخل المحدود. .
واصبحت مشاريع ملابس البالات Pallate clothing project من اهم المشاريع التجارية، التي انتشرت في السنوات الاخيرة، وحققت أرباحاً ضخمه للكثير من الشباب، وفي المجتمعات العربية عشرات الأسباب تدفع الناس لشرائها وارتدائها من وقت لآخر. . .