بلاويكم نيوز

حوار مع الصحفي خالد صلاح حول مسلسل معاوية

0

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

من الهفوات التي يمكن اعتبارها من أخطر الاخطاء التي سيرتكبها الصحفي (خالد صلاح) أثناء كتابته مسلسل (معاوية بن ابي سفيان)، هي تفعيل معركة صفين بعد مرور 1366 سنة عليها، وإذكاءه شرارة الفتنة بين السنة والشيعة، ورسم هالة الكمال والقداسة البشرية حول شخصية معاوية، والتغاضي عن كل الهفوات التي ارتكبها بنفسه، أو التي ارتكبت بموافقته. .
لا أدري كيف سيتغاضى (خالد صلاح) عن جريمة التمرد على أمير المؤمنين، والخروج عن طاعته، وكيف سيصور لنا مقتل الصحابة الذين استشهدوا بسيوف معاوية ورهطه في المعركة التي قادها بنفسه، وفي طليعتهم الصحابي (عمار بن ياسر) ؟، وكيف سيفسر لنا الكاتب قول رسول الله (ص): ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ؟. فقد مات عمار مقتولا بسيوف معاوية. .
وهل سيتحدث الكاتب عن تاريخ أم معاوية (هند بنت عتبة) التي قبحت وجه التاريخ، ودورها في مقتل الصحابي الجليل (حمزة بن عبد المطلب) ؟، والتي عُرِفت بآكلة الأكباد. أم انه سيسعى لتمجيدها وتجميل صورتها ؟، وهل سيتجاهل اللقطات التي ظهرت فيها هند أم معاوية في معركة أحد وهي تقاتل المؤمنين بالتنزيل ؟.
ولا أدري كيف سيفسر لنا الكاتب مقتل الصحابي (محمد بن ابي بكر الصديق) على يد عمرو بن العاص، وذلك بعلم معاوية وبتوجيه منه، وهو يعلم علم اليقين ان (محمد) هو نجل الخليفة الأول وشقيق أم المؤمنين (عائشة). .
وهل سيتجاهل الكاتب تلك الصورة المخزية التي ظهر بها مستشار معاوية، في اللقطة التي صورها (أبو فراس الحمداني) بقصيدته (أراك عصي الدمع) قبل عشرة قرون، حين قال:
ولا خير في ردِّ الردى بمذلَّةٍ
كما ردَّها يوماً بسوءته عمرو
ولا أدري كيف سيفسر لنا الكاتب الانقلاب السياسي الذي قاده معاوية لكي يسرق الخلافة، ويستحوذ على المُلك، ويحولها من خلافة اسلامية بالشورى إلى مملكة أموية مجيرة بالكامل إلى أولاده واحفاده ؟. .
ولا أدري كيف سيحدثتا الكاتب عن الابن الاكبر لمعاوية (واسمه يزيد على ما اظن)، كيف سيحدثنا الكاتب عن مخازيه وبوائقه التي شوّهت صحائف التاريخ، واشمأزت الأجيال من سيرته البشعة، التي يندى لها جبين البشرية، ويقشعر لها الضمير الإنساني الحي, فهذا المنحرف الذي نشأ جانحاً نحو كل رذيلة، ميالاً إلى كل موبقة، لم يترك كبيرة أو صغيرة من الآثام والجرائم إلا وجاء بها، فكان خليعاً مستهتراً مدمناً على الخمور واللهو والعبث مع الكلاب والقردة، ملحداً حاقداً على الإسلام والنبي وأهل بيته, فكيف سيتحدث الكاتب عن يزيد بن معاوية، الذي تولى الخلافة بعد أبيه لمدة ثلاث سنوات فقط. أرتكب فيها من الجرائم البشعة والمجازر الرهيبة والفظائع المهولة، ما لم ترتكبه طواغيت العصور. .
ففي السنة الأولى لخلافته المشؤومة قتل سيد شباب أهل الجنة وسبط الرسول الإمام الحسين (عليه السلام)، وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، ولم يسلم من القتل حتى الطفل الرضيع، وسبى نساء آل بيت النبوة من كربلاء إلى الشام, أما في السنة الثانية فقد أرسل جيشاً أستباح به المدينة المنورة ثلاثة أيام، وفي السنة الثالثة رمى الكعبة المشرفة بالمنجنيق، وحبذا لو يشرح لنا الكاتب كيف اختفى يزيد بلا أثر ؟. .
اكاد أجزم ان الكاتب (خالد صلاح) أوقع نفسه في ورطة، وأقحم نفسه في مغامرة خاسرة، وسوف يفشل فشلا ذريعا في الإجابة عن الاسئلة التاريخية المتعلقة بمعاوية، ولن يستطيع الرد على الاستفسارات الكثيرة والاسرار الخطيرة حول الصراعات التي افتعلها هو وأبناء عمومته. .
وبهذه المناسبة اقترح على مخرج المسلسل الأموي تلحين قصيدة الشاعر السوري (محمد مجذوب) كمقدمة موسيقية تتكرر عند عرض حلقات المسلسل. تلك القصيدة العصماء التي يقول في بعض ابياتها:-
أين القصور أبا يزيد ولهوها
والصافنات وزهوها والسؤدد
أين الدهاء نحرت عزته على
أعتاب دنيا سحرها لا ينفد
واختتم حواري مع الكاتب بكلام منسوب للشيخ احمد الكبيسي الذي وصف معاوية ابن أبي سفيان بأنه (شقّ الأمة)، وان مصيبة هذه الأمة في معاوية. واستنكر أن يصف بعض الناس معاوية بـ (سيدنا). .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط