لماذا تتصدّى بعض القوى السياسية للموازنة الثلاثية ..
بقلم أياد السماوي ..
ربّما هي المرّة الأولى في تاريخ العراق الحديث أن يصادق مجلس الوزراء على موازنة لثلاثة سنوات قادمة ، ولعلّ السوداني هو أول رئيس وزراء يذهب باتجاة الموازنة متوسطة المدى .. وأستطيع القول أنّ أغلب خبراء الأقتصاد والمال قد ذهبوا باتجاه تأييد هذه الخطوة الجريئة وبيّنوا مزاياها ومحاسنها ، بعكس بعض القوى السياسية التي تبّنت معارضتها وإعداد العدّة لإجهاضها وإسقاطها من خلال مجلس النواب .. ولا شّك أنّ هنالك بعض السلبيات والمخاطر التي قد تترّتب على انخفاض أسعار النفط في المستقبل ، لكنّ السعر المقترح ٧٠ دولار للبرميل الواحد هو سعر واقعي جدا في ظل الظروف الدولية الحالية والطلب المتزايد على النفط ، في حين أنّ الإيجابيات المتوّقعة من اعتماد موازنة ثلاثية تفوق السلبيات المتوّقعة ، ولعل أهم هذه الإيجابيات المتوّقعة هي أنّ الموازنة الثلاثية ستضمن التمويل الكافي للمشاريع والبرامج طويلة الأجل وتجنب الاضطرابات بسبب دورات الموازنة السنوية ، وفي نفس الوقت مرونة هذه الموازنة أمام أي طارئ إذ يمكن تعديلها بالإضافة والحذف ، كما يمكن للموازنة الثلاثية أن تؤدي إلى زيادة ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في برامج البلد الاقتصادية وبالتالي إلى زيادة الاستثمارات ، وهذا من شأنه أن يخلق فرص عمل ويعزز النشاط الاقتصادي .. وحين تكون الموازنة مستقرة فسيؤدي هذا إلى انخفاض تكاليف الاقتراض وفي تحسين التصنيف الأتماني للبلد ، وبشكل عام تعد الموازنة الثلاثية مكونًا أساسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلد مثل العراق . وهي توّفر الموارد المالية اللازمة لدعم البرامج والخدمات الحكومية وتمّكن من تخطيط وتنفيذ السياسات والمبادرات بشكل أفضل ..
وأهم من كلّ ما تمّ ذكره من فوائد اقتصادية ، فإن إقرار هذه الموازنة سيضمن وجود موازنة للبلد لثلاث سنين قادمة من دون المرور بمعضلة الخلافات السنوية بين القوى السياسية على إقرار الموازنة ، وهذا بدوره سيمّكن الحكومة من المضي قدما في تحقيق أهدافها وبرامجها التنموية الشاملة بعيدا عن الابتزازات التي تمارسها القوى السياسية على الحكومة من أجل تحقيق مصالحها الخاصة .. كما يمكن أن تكون هنالك دوافع أخرى لبعض القوى السياسية لعرقلة برامج حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني ، وللأسف الشديد أنّ هذه القوى السياسية ترى في نجاح حكومة السيد السوداني تأثيرا على وجودها ومستقبلها .. وهذه الاحزاب ترى أنّ فرصة ابتزاز الحكومة يأتي من خلال قانون الموازنة ، وبالتالي ليس من مصلحة هذه الأحزاب إقرار موازنة للبلد لثلاث سنوات قادمة ..
أياد السماوي
في الأول من شهر رمضان المبارك المصادف ٢٣ / ٣ / ٢٠٢٣