الاسباب الاقتصادية و السياسية لاستشهاد الامام علي و الدور الاكبر لحيتان الفساد و خونة الدولة الاسلامية
بقلم الباحث :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
كانت الفرصة كبيرة للإنسانية في أن تعيش واقع مختلف، لو التزم رجال العهد الإسلامي الأول بعهدهم في غدير خم، والذي يتفق كل المسلمون عليه، لكن الأحداث تسارعت بشكل مجنون مع رحيل الرسول الخاتم (ص)، لتنتج نظام حكم هجين، بسلوك الأولين وبلباس إسلامي، كان الخطوة الأولى للابتعاد عن هدف الرسول الأعظم في انشاء الدولة العادلة في الأرض، فارتفع صوت القبيلة والأسياد، وأصبح السيف هو الحاكم، و تسلط حيتان الفساد وعاد اليهود ليتغلغلوا في مفاصل الدولة، ليسرعوا في تشويه ما يصلوه اليه، ليكون النتاج ماثل أمامنا في عصرنا الحالي، بفرق الوهابية والقاعد والدواعش.
العوامل الأساسية التي تسببت في مقتل الإمام علي (ع)
العامل الأول: قوة القبائل على حساب ضعف الدولة
وبعد وصول الخليفة الثاني للحكم، باشر عملية أوسع للحروب، وهي حروب التوسع، والتي من خلالها تحققت مكاسب مادية كبيرة جعل القبائل تكون اقوى نفوذا، لما تأتي به الحروب من مردود مادي (الغنائم)، لكن في زمن الخليفة الثالث أصاب الحركة العسكرية الركود، مما جعل القبائل مستاءة من الخليفة الثالث، بالإضافة للسخط على سياساته وطغيان ولاته على الأمصار، والتي جعلت مواقع القبائل تهتز، ليتكرس واقع جديد في أن تصبح القبائل شريكا في السياسة وترنو للمشاركة في الحكم، ومتأهبة للدفاع عن حقوقها بالقوة، فكانت الثورة على الثالث بدفع من القوى القبلية.
لذا، عندما جاءت الخلافة للامام علي، كانت الدولة شبه منهارة، ما بين قبائل تجد لها مكان في الحكم، وولاة طغاة شددوا قبضتهم على الأمصار مثل معاوية، وسيطرته على الشام، فكانت عملية توحيد الدولة صعب، خصوصا أن القبائل وجدت في الحروب الداخلية متنفسا لها، للصعود والتكسب والبروز، فكان احد أهم أسباب مقتل الإمام علي هو تدخل ونفوذ القبائل العربية.
العامل الثاني: معاوية بن أبي سفيان و الباطل
عندما حاول الامام علي توحيد الأمة، وإعادة الروح للدولة، تحرك معاوية بالضد من الإمام علي، فكان له دور أساسي في إشعال حرب الجمل، والدور الكبير في حرب صفين، ودفعه الكبير لحرب النهروان، ثم عمد لإثارة الهلع عبر فرق موت تهجم على أطراف العراق والحجاز، فتقتل من تجد، وتحرق وتسلب، مماثلة لهجمات داعش في عصرنا، كي تجعل الجماهير ناقمة على الإمام علي، وكي تضعف الدولة، وبالتالي كانت جماعة الخوارج نتاج المكر الأموي، فهي الاداة الأموية التي خططت لاغتيال الامام علي.
العامل الثالث: دور اليهود الخفي
منذ عهد الخليفة الأول والثاني، حدث الاختراق اليهودي لجسد الدولة الفتية، حيث دخل بعض اخطر الشخصيات اليهودية للإسلام، ليصبحوا مقربين من نخبة الحكم الجديدة، فيصبح لهم شان ورأي في مختلف القضايا، من حديث ورواية وفقه وتاريخ ومواضيع السياسة والاجتماع،
واليهود سعوا لحرب الامام علي، باعتبار أن لهم ثارات في خيبر من الامام علي، ولعلمهم انه وصي الرسول الخاتم (ص)، الحقيقي فكرسوا جهودهم في حرب الأمة وتشويه الرسالة وحرب الأمام علي، ونجحوا لان السلطة فتحت الباب على مصراعيها
العامل الرابع: الفساد و الأخطاء السياسية في ادارة الدولة
كان الحكم هو كحكم الدول الطاغية بالقوة والمال والنفوذ، فكان السيف هو الأداة الأبرز التي استعملها الحكام الجدد، تحت عنوان الجهاد، والحقيقة هو للتوسع وتحصيل المغانم، حيث يفرض على الولايات المجاورة للدولة الإسلامية، أما الحرب أو دفع الجزية، واستمر هذا إلى عام 35 هجرية، وعندها نشأت برجوازية وحكام وولاة طغاة، وأصحاب رأس مال مخيف، حيث يمكنهم تجهيز جيوش للحرب، هذه الطبقة بالتأكيد ستدافع عن مكاسبها.
بالمقابل تواجد فئة كبيرة من الفقراء، ممن بالكاد تجد قوت يومها، وهذا بسبب سياسات الحكم غير العادلة، مع صعود أسهم أعداء الرسول الأعظم
من أمثال معاوية والوليد وبن العاص، فكانت نتائج السياسات كارثية على الأمة، والتي أصبحت منهجا يتوارث، وهي السبب الرئيس في اغتيال الامام علي.
العامل الخامس : حيتان الفساد
لقد خافت قريش على ثرواتها، وخافت على نفوذها ومكانتها، فقد عرفت الامام، وعرفت مخططاته الهادفة إلى إقامة الحق، والعدل، وتحطيم الامتيازات الغير المشروعة، وانه سيعاملهم كبقية أفراد الشعب
وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول فقد أيقنت ان الامام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق، فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها
(ما كنت صانعا فاصنع إذا قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقش عن العصا لحاها)
لقد راح الحسد ينهش قلوب القرشيين، والأحقاد تنخر ضمائرهم فاندفعوا إلى اعلان العصيان والتمرد على حكومة الامام (3)
العامل السادس : الامام علي (عليه السلام ) يصادر الاقطاعيات ويعيد الاموال المنهوبه الى بيت المال
صادر الامام علي جميع الاقطاعيات الممنوحه بغير وجه حق وان أرض العراق أرض مفتوحه عنوه فهي ملك لكل المسلمين المولودين والذين يولدون لاحقا ولا يجوز تملكها أو بيعها كما صادر الاموال المنهوبه
مدَ معاويه جسور الاتصال مع أصحاب الاقطاعيات المصادره في العراق والذين أغلبهم من بني اميه أو مناصري بني أميه والذين يشكلون قوه كبيره في جيش الامام علي (عليه السلام ) للعمل معا على قتل الامام علي
العامل السابع : الامام علي (عليه السلام) سك عملة عربية على طراز اسلامي
تعامل المسلمون بـ الدراهم والدنانير البيزنطية والفارسية، وجاء فرض الزكاة بهذه العملات التي لم يَطرأ عليها أي تعديل سواء أكان في الشكل الفني أو في مضمون الكتابات. استمر استخدام هذه العملات بدون أي إضافات الى ان امر الامام علي بضرب و سك الدرهم الاسلامي العربي
و هذا يشكل خطر و تهديد للاقتصاد الوطني للدولتين البيزنطية و الفارسية
لذلك تحرك الروم بشكل سري من خلال عملائهم ليجند الخونة و المرتزقة و من له استعداد ان يبيع دينه من اجل كسب المال … للاسراع بالتخلص من الامام علي الذي اصبح يشكل اقتصادهم و يفقدهم اهم عامل قوة الا وهو الدرهم و الدينار.
لذلك تحركو لاسناد العدو الاول للامام علي و الجماعات التي يرخص لديها الدين و جميع المبادئ و القيم السامية من اجل مصالحها الشخصية.
العامل الثامن : قطام و جهاد النكاح
وهي حسناء قتل أبوها وأخوها في النهروان ومن أشد الحاقدين على الامام علي
قاموا بتجنيدها و تم ترتيب لقاء لها مع عبدالرحمن بن ملجم وقامت بتمثيل العاشقه لعبد الرحمن بن ملجم وقد سقط بغرامها
قامت باستخدام مفاتنها الجسدية لشحذ همته ودفعه لتنفيذ ما اتفق عليه مع اصحابه بدون تردد وتشجيعه بتجنيد مساعدين له وهما وردان وشبيب بن بجره.
و هنا تلاقت و اجتمعت جميع القوى الشريره و مافيات الفساد و العهر الفكري و الاخلاقي و الخسة و الرذيلة و الخيانة للتخلص من رجل عظيم كرمه الله القادر العظيم
و كان الرجل الثاني بعد النبي محمد صل الله عليه و اله وسلم سيد الخلق و حبيب الرحمن
كتبت في 2023/4/11 ليلة الحادي و العشرين من رمضان ذكرى استشهاد سيدي و مولاي و جدي الامام علي عليه السلام :- حيدر عبدالجبار البطاط