صاحبة الفستان الأزرق
بقلم : وسن الوائلي ..
ياسمين ياسر فتاة مصرية، سنة أخيرة كلية الآداب توجهت رفقة والدتها الى إحدى قاعات الأعراس لحضور حفل زفاف صديقة لها وكانت القاعة مؤمنة تماما، ولم يكن هناك تصوير ، وكانت ترقص مع بقية البنات، وهي تشعر بطمانينة إنها رفقة صديقات ونسوة متقدمات في السن يصفقن ويغنين بعيدا عن الأنظار، ودون نية سوء، فوجئت في اليوم التالي وهي تدخل الجامعة بزميلات وزملاء لها يخبرونها بأنها أصبحت ترند على التوك توك وهي ترقص، وإن المشاهدات بلغت مليوني مشاهدة، وقد تصل الى ملايين أخرى.
ياسمين صاحبة الفستان الأزرق سألت مقدم البرنامج الذي كان يحاورها : ياأستاذ هل كنت سترقص بفرح أبنك؟ قال لها:غصبا علي سأرقص. ورد عليها هو : وإذا حضرت فرحا آخر هل سترقصين؟ قالت:بعد الي شفتو والي سمعتوا، ثم سكتت، قالت: سأرقص لأنني لن أسمح لأحد أن يحول حياتي الى جحيم، ولكنها إنتقدت الذين يعلقون على السوشيال ميديا، ويشتمون وهم لايعرفونها، ولايعلمون عن حياتها شيئا، ولاتربطهم بها رابطة، ولايعلمون ظروفها حيث كانت ترقص مثل أي فتاة ترقص في فرح أختها، أو صديقتها بعيدا عن الرجال، ووفقا للعرف والعادات والتقاليد، ومعها بنات ونساء أخريات.
ياسمين تميزت عن غيرها من بنات الحفل إنها كانت ترتدي فستانا أزرقا ربما ، وكانت ترقص بطريقة ملفتة شدت الجميع وكانت متميزة عن سواها من فتيات وحتى العروس التي راقصتها، وقد علمت فيما بعد إن صاحب القاعة هو من تعمد تصويرها ونشر الفديو ليجذب شهرة له ولقاعته، وكان همه المال دون الإلتفات الى كرامة الناس وسعادتهم ومصيرهم وأسرهم التي قد تصاب بالحزن والضجر، وتضطر لتسمع كلام قبيح من هذا ومن ذاك، وتعاني، لكنها شعرت بالتضامن معها بعد أن أصيبت بالإنهيار والصدمة، وقد شجعتها والدتها على إكمال حياتها، والذهاب الى الجامعة، وكذلك زملاؤها في الكلية وأقاربها الذين طلبوا منها عدم الإستسلام للحزن.
ياسمين فتاة شابة غير متزوجة وغير مخطوبة، ولم يتبق إلا وقت قصير لتتخرج، أشارت الى أنها سمعت الكثير من الكلام المضحك حيث إنتشرت إشاعات إن زوجها أصيب بالإنهيار، وقرر الإنفصال عنها وطلقها، وإن أطفالها يعانون، بينما تؤكد هي أن لازوج في حياتها، ولاأطفال، وإنها ماتزال تدرس، وعبرت عن إستغرابها لكم التعليقات السيئة والمسيئة التي طالتها من بعض مستخدمي السوشيال ميديا الذين يستغلونها للتشويه، وبث السموم والأفكار السيئة،وإيذاء الآخرين الذين لايعلمون عنهم شيئا سوى إنهم يعلقون على فديو، أو منشور دون تدقيق وتمحيص، وينساقون لمشاعرهم دون أن يشغلوا عقولهم، ويتجنبوا الخوض في تفاصيل تجرح الآخرين.