بلاويكم نيوز

مواجهات صينية – فلبينية ساخنة

0

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

لجأت قوارب خفر السواحل الصينية إلى اللهو بخراطيم المياه لرش طاقم سفينة الإمداد الفلبينية التي كانت تؤدي مهامها في بحر الصين الجنوبي، وتناقلت وكالات الأنباء بعض المقاطع المصورة التي توحي بتصاعد حدة الصراع بين البحرية الصينية من جهة، والفلبينية والفيتنامية والماليزية والتايوانية من جهة أخرى. .
وقد تمادت الصين في أعمالها الاستفزازية لبسط سيادتها على بحر الصين الجنوبي بأكمله، وهو المسطح المائي الذي يعج بسفن الصيد، ويشهد ازدحاماً في حركة السفن التجارية المترددة على موانئ بلدان المنطقة. .
يأتي التوسع الصيني في المنطقة على الرغم من قرار المحكمة الدولية (المدعومة من الأمم المتحدة) برفض مزاعم الصين. فالمحكمة ترى ان إدعاءات الصين باطلة وتتقاطع مع القوانين الدولية المعمول بها بين البلدان المتشاطئة. .
وقعت المواجهة الأخيرة بالقرب من منطقة ضحلة تدعى (Thomas Shoal) المعروفة بشعابها المرجانية، وفيها محطة لسفينة فلبينية قديمة ترجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، وعلى متنها جنود من الفلبين. يتلقون ما يحتاجونه من مؤن عن طريق سفن الامداد. لكنهم فوجئوا باقتراب سفينة خفر السواحل الصينية، التي تعمدت رشهم بالمياه من فوهات الخراطيم القوية، بقصد إهانتهم ومضايقتهم وطردهم من المنطقة بالقوة. ثم منعت وصول الامدادات إليهم وفرضت عليهم الحصار. من دون ان تكترث بسلامة الجنود الفلبينيين المتواجدين على متن المحطة. .
تقول الصين انها تتمتع بسيادة مطلقة على جزر سبراتلي (Spratly Islands) وعلى المياه المجاورة لها، بما في ذلك منطقة (Thomas Shoal)، وطالبت الفلبين بالانسحاب الفوري منها ومغادرتها إلى غير رجعة. ثم واصلت تحركاتها المسلحة لطرد قوارب الصيد والسفن الفلبينية، ومنع طائراتها من التحليق والاقتراب. في حين أبدت شركات خطوط الشحن البحري تخوفها من كثافة التواجد الحربي الصيني الذي بات يهدد حرية الملاحة، ويهدد التحليق الجوي. ويهدد إتفاق الدفاع المشترك المبرم منذ عام 2014 بين الفلبين والولايات المتحدة الامريكية. وبالتالي فان التحركات الصينية الأخيرة كانت تستهدف منع إقامة قواعد امريكية داخل المياه الفلبينية بموجب بنود الاتفاق المبرم بين الطرفين. .
لقد تصاعدت الخلافات بين الصين والفلبين حول جزر بحر الصين الجنوبي منذ شهرين تقريباً، بعدما قالت مانيلا إن سفناً حربية صينية اخترقت مياهها الإقليمية هناك. فيما يمتد الخلاف حول هذه الجزر لعقود، وتدعي البلدان المتاخمة للبحر سيادتها عليها. .
وبالنسبة للصين فإن المنطقة مهمة لحماية أمنها القومي، ولتأكيد ما تدعيه من سيادة على جزيرة تايوان. وتعمل الصين على بناء جزر صناعية في مياه هذا البحر، حيث اكتملت أول جزيرة صناعية صينية سنة 2013، وبحلول 2016 بلغ العدد سبع جزر اصطناعية. .
لقد اصبح بحر الصين بحراً اقليمياً يخضع برمته للقوة الصينية المتنامية في المنطقة، ولم يعد بحراً دولياً مثلما كان عليه في السنوات السابقة. وهذا هو واقع الحال. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط