كتاب: أشباح أهوار العراق
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
سوف يصدر هذا الكتاب في العام القادم (2024)، وهو من إصدارات الجامعة الأمريكية في القاهرة باللغة الانجليزية. ويقع في 288 صفحة. ويتضمن 6 خرائط. .
ربما يظن القارئ الكريم ان الكتاب يتحدث عن الجن والاشباح والعفاريت التي ارتبطت بالميثولوجيا السومرية. لكنه في واقع الحال يتحدث عن الناس الذين صاروا أشبه بالأشباح بسبب القهر والظلم والتعسف. .
الكتاب من تاليف ثلاثة متخصصين، وهم كل من:-
- ستيف لونيرغان Steve Lonergan: وهو باحث وتدريسي في قسم الجغرافيا بجامعة فيكتوريا، كولومبيا البريطانية، كندا، والمدير السابق لقسم العلوم في برنامج الأمم المتحدة للبيئة من عام 2006 إلى عام 2010 ، قاد مبادرة الأهوار العراقية الكندية بتمويل من الحكومة الكندية. وله عدة مؤلفات في اختصاصه. .
- رئيس المهندسين وخبير الموارد المائية الاستاذ جاسم الأسدي Jassim Al-Asadi: وهو مهندس هيدروليك وُلد في الأهوار عام 1957. وشارك منذ عام 2006 في مبادرات وطنية تهدف إلى إنعاش الأهوار. يرأس مجموعة (طبيعة العراق) البيئية. وله عدة لقاءات متلفزة لزيادة الوعي حول التهديدات التي تواجه الأهوار. وهو من المهتمين بهذا الإرث التاريخي. وسبق له ان تعرض في عنفوان شبابه للسجن والتعذيب والمطاردة والتهميش. يعود له الفضل عام 2016 بتسجيل الأهوار في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). .
- كيث هولمز Keith Holmes: وهو باحث جغرافي يعمل في معهد هاكاي في فيكتوريا، كولومبيا البريطانية، كندا. وهو أحد مؤلفي (أطلس الاهوار العراقية). .
عنوان الكتاب باللغة الانجليزية : (The Ghosts Of Iraq s Marshes). يتناول التاريخ المأساوي لأهوار جنوب العراق، التي كانت من أوسع المسطحات المائية العذبة في العالم، وأكثرها شهره بجمالها ومساحاتها الواسعة وتنوعها البيئي واسرارها الخفية. .
كانت الأهوار مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، يقطنها العرب، لكنها ظلت تعاني من الاهمال والعزلة. ثم أصبحت في التسعينيات هدفاً لمشاريع التجفيف والتعطيش والحرمان. وتضمنت تلك المشاريع اقتلاع سكانها من جذورهم، وتهجيرهم خارج واقعهم الجغرافي. وكان لتلك المشاريع الأثر المدمر. .
وقد وصفها العلماء وقتذاك بالكارثة البيئية الكبرى. ثم جرت محاولات خجولة ومحدودة بعد عام 2003 لاعادة الحياة إلى هذه البقعة المائية الزاخرة بالعطاء. لكنها ظلت تعاني حتى يومنا هذا، ولم تعد إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب العراقية الايرانية. .
ينقل لنا المؤلفون صور واقعية مؤلمة عن معاناة السكان، وظروفهم المعيشية الصعبة، وتردي أحوالهم الصحية، حتى كانوا يبدون للناظر كأنهم أشباح بسبب الأمراض وسوء التغذية. .
اتمنى ان تهتم الجهات المعنية بهذا الكتاب وتترجمه إلى اللغة العربية، وتضعه تحت تصرف الكليات ذات الاختصاص البيئي والجغرافي والسياحي والتراثي. . .