[ المقاومة بين المثال والواقع ]
بقلم : حسن المياح – البصرة ..
عندنا في العراق يشمخ المسؤولون السياسيون الذين يتخذون من المقاومة الدرع الحصين ، والوقاء الأمين ، والسلاح المقاتل الهميم ، للبقاء والحفاظ على شخوصهم المكيافيلية المستفيدة ، تبوء مناصب في الدولة والحكومة ….. ولذلك يكون تصورهم عن المقاومة من خلال توظيف فهم المقاومة على أنها قوة دفاع وردع وجهاد ومقاتلة وتحرير وخلاص ، من كل ما هو غريب وعدو ، وأن الغربة تعني الإحتلال والوصاية ، والإستيطان والإستعمار ….. وبالٱخر أن المقاومة هي وقاية ، وعلاج مطبب يقضي على كل هو مكيروب ، وجرثومة ، وفايروس ، وسبب مرض …..
والمقاومة حسنة يقابلها الضد النوعي لها الذي هو السيئة العدوان …. وأن المقاومة هي الدواء والتطبيب والشفاء ، وهي السلاح الدافع درءأ ، والقضاء على السيئة …..
والمقاومة هذه بما هي عليه من سمعة طيبة ، وشرف عال ، ووجود كريم نظيف نزيه ، وشجاعة وبطولة ، وتضحية وفداء …. يمكن للمسؤول السياسي أن يتوسلها ويوظفها وظيفة منفعة براجماة ذات ، ومكيافيلة مصلحة حزب ، بما يخدم وجوده الحاكم المتسلط الدكتاتوري المتفرد الفرعون المستبد ، لما يصبغها صبغٱ مثاليٱ خياليٱ فانتازيٱ طائرٱ محلقٱ حالمٱ ، لما يعبر بقوله {{ أن سلاح المقاومةسيبقى جاهزٱ ، ولا يشار اليه بالإلقاء ، لما هو على الدوام محمول على الأكتاف }} …. وهذا قول يوتوبي مثالي معسول ، من خلاله تخدع الجماهير السطحية العاطفية التي تغفو على سماع صوت نغمات موسيقى التخدير ، الذي يسلبها عقلها ووعيها ، ويصادر إرادتها ، ويحجر ضميرها تجميد خضوع وخنوع وموافقة وقبول …. لكي يعيش المسؤول السياسي الجو الرومانسي المزده بألوان الطرب والرقص ، والعبث والمجون ، والترف والفرفشة ، والإرتياح والإنسياح ….. في طيبات وثروات العراق ، نهبٱ وسرقات ….. بإسم ، ورفع راية ، وإصدار تبجحات ، وإطلاق تصريحات ومزاعم وخطابات …. تشير وتؤكد ، أن المسؤول السياسي ذاك ، هو رئيس فصيل مقاومة ، أو أنه زعيم مليشيا مقاتلة ، وأنه الدرع الفخر ، وأنه القائد الزعيم الضرورة …..
وهذا هو التصور المثالي للمقاومة { الفزعة الصائلة الراهبة لأبناء الشعب في داخل الوطن لما يتظاهر الشعب مطالبٱ بحقوقه ، ويحمى وطيس شرارة غضبه ورفضه , الجامدة المجمدة ، اللامسؤولة ، واللامعدة ، واللامهيئة ، التي لا تقذف طلقة واحدة على العدو الصهيوني لما يحتل أراضي فلسطين الدولة العربية ، ويقتل ويهجر شعبها الفلسطيني …… } …..
وأن الجوهر والسبب الحقيقي الواقعي الذي على أساسه تنشأ وتؤسس وتكون المقاومة الحقة ، هي لما يحمل سلاحها ، وتنمى ترسانتها ، وتتكدس ذخيرتها ، ويستعد أسودها أبطالها ، وتكون صولتها ، محاربة ومقاتلة لكل ما هو عدوان إحتلال ، وإجرام إستيطان ، وسيطرة نهب إستعمار … دفاعٱ عن قداسة وطهارة أرض الوطن الأم ، وعن حماية الشعب من القتل والسجن والتهجير وظلم الإحتلال …..
وما قيمة قول { أن سلاح المقاومة محمول على الأكتاف ، وجاهز ، ومهيأ ….. ولكن لا نستخدمه إلا إذا تدخلت أميركا …. فإننا كرد فعل نتدخل ….. } …. وها هي أميركا بهيلها وهيلمانها قد تدخلت فعلٱ في الحرب مناصرة إسرائيل الصهيونية المحتلة ، وأنها قد أرسلت أكبر حاملة طائرات لها ، وقد دخلت البحر الأبيض لتقذف حمم قنابلها وصب جام غضب طائراتها ومقذوفات مدافعها على من يحاول أن يتدخل نصرة للشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضهم المغتصبة ، أو يؤذي لقيطتها وربيبتها السقط إسرائيل ، وأنها أرسلت مهم وضروري تعزيزاتها من السلاح والذخيرة واللوجست والخبراء ، وإذا تطلب الامر إرسال مقاتلين أميركيين ، فأميركا هي الجواد السخي المتلاف سرف عطاء ، وبذخ تزويد بمقاتلين أميركان طيارين ومارينز ، وما إسرائيل محتاجته ، وتريده ، وترغبه ….
فأين أنتم — يا قادة المقاومة الورق —- وأين هي فاعلية وصولات مقاومتكم الحقة الواقعية الموضوعية ، التي تزعمون أنكم قادتها ، وزعماؤها ، وحادو ركبها ، وأبطالها ، وأسودها ……. !!! ؟؟؟
هل أنتم حقٱ هكذا …… أم أنكم عبيد السفيرة الأميركية المحتلة المستعمرة ، تأتمرون بأمرها ، وتقادون أحمالٱ خرافٱ وديعة توجهون حسب إرادتها وقراراتها وتوجيهاتها وإشاراتها وتلويحاتها وأوامرها الصارمة التي يجب أن تنفذوها صاغرين هيابين بطشتها ، ومحاذرين قسوتها ، ومتجنبين ضرباتها وسخطها وعدم رضاها ؟؟؟ !!! ……
وأخيرٱ أقول :—-
هل أن مقاومتكم حية تنوش ….. أم أنها خلب فاشوش ….. ؟؟؟