هكذا ينظرون إلينا وهذه حقيقتهم
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
وقفت أوروبا كلها مع صحيفة (شارلي إبدو) عندما أساءت إلى رموزنا برسوماتها الكاريكاتيرية الساخرة. وبرروا موقفهم بدعوى حرية التعبير. وسمحوا بحرق القرآن الكريم وتمزيقه تحت حماية الشرطة في معظم المدن الأوروبية، ثم ظهر زيفهم عندما قرروا فصل رسام الكريكاتير (ستيف بيل) من صحيفة الغارديان البريطانية، وحذفوا 40 عاماً من عمره الوظيفي. وكل القصة وما فيها أنه رسم صورة لنتنياهو وهو يرتدي قفازات الملاكمة ويحمل مشرطاً على بطنه المكشوف، ويجهز قطعاً على شكل غزة، مع التعليق: (يا سكان غزة، اخرجوا الآن). بمعنى انهم يعظمون نتنياهو ويضعونه فوق مقدساتنا ويعدونه رمزاً كونياً لا ينبغي المساس به. .
وشهدت ديارهم هجرتان في عام واحد: هجرة من إفريقيا نحو أوروبا، وهجرة من اوكرانيا نحو أوروبا، فأمطروا الأفارقة بوابل من الرصاص، ثم احرقوا قواربهم واغرقوهم في عرض البحر، في حين استقبلوا الاوكرانيين بالترحيب والاحترام. وتمخّضت أزمة أوكرانيا عن عرّى السياسة الأوروبية العنصرية المتمثلة بالإقصاء والصد والتمييز تجاه العرقيات الآسيوية والأفريقية. وهذا دليل صادم على تجذر الكراهية في نفوسهم وتعاملهم السيئ مع القوميات غير الأوروبية. .
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي (يوآف غالانت) الأخيرة حول الفلسطينيين، والتي كانت عبارة عن دعوة لارتكاب جرائم الحرب. . قال أمام حشد من الصحفيين: نحن نفرض حصاراً كاملاً على مدينة غزة، لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق، ذلك لأننا نحارب حيوانات بشرية، ونتصرف بموجب ما تمليه علينا عقيدتنا). .
نعم هذه هي صورة العرب في عقيدتهم، وهذه هي الحقيقية التي ينبغي أن ندركها. نحن لم نكن بشراً في سياستهم البربرية منذ نكبة 1948 إلى اليوم، لكن المصرح به كان محدودا في نطاق عدد من المتطرفين وأتباعهم. .
هل سمعتم تصريحات الناشطة الصهيونبة (سارة الباز) المنشورة على شبكة اليوتيوب، والتي تقول فيها: (لا يزيد تعداد البشر في غزة على 229 فقط، وهم يمثلون ابناءنا الرهائن المحتجزين هناك. وبمجرد عودتهم إلى ديارهم سنقصف مستشفى الشفاء، ونقصف جميع المستشفيات الأخرى، ونقتل سكان غزة كلهم بلا استثناء. لقد حان الوقت للتخلص منهم. العالم كله يعرف ذلك. ولا جدال في هذا أبداً. نحن مركز العالم الآن من نهر الاردن إلى الشرق الاوسط. هذه أرضنا الموعودة. لا وجود للدولة الفلسطينية على أرض الواقع، ولا وجود للفلسطينيين. لا أحد يريدهم، فلماذا نحن ؟.). .
هل شاهدتم بابا الفاتيكان كيف يرفض مصافحة راهب مسيحي من إفريقيا، وكيف يستنكف من النظر إليه لمجرد انه من ذوي البشرة السوداء ؟. يتعين علينا ان نتعامل بحذر مع هؤلاء الذين ينظرون إلينا نظرة فوقية متعالية. لا تصدقوا كلماتهم الناعمة عن العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة. نحن في نظرهم غير مشمولين بهذه المبادئ الإنسانية. .