من هم الساميون الحقيقيون ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا شك انكم تعرفون ان الساميين يُنسبون إلى سام بن نوح عليه السلام. وهم الشعوب الساكنة في شبه الجزيرة العربية، وفي بلاد النهرين، وسكان سوريا ولبنان وفلسطين، وبالتالي فأن اليهود الأوروبيين لا ينتمون إلى الساميين. وقد اثبتت الدراسات أن اليهود المنحدرين من أصول إفرنجية يمثلون أكثر من 90% من يهود العالم البالغ تعدادهم 13 مليونا, ولابد من ان يدرك العالم هذه الحقيقة ليضع حدا للجدل القائم منذ سنوات حول أصول اليهود المهاجرين إلى فلسطين، فاليهودي البولندي والنمساوي والفرنسي والروسي والألماني والأوكراني أو البريطاني لا علاقة له بسام بن نوح، ولا يرتبط به، فكيف يطلقون على انفسهم (ساميين) وهم لا ينتمون اليهم ؟. .
قبل بضعة أيام كان حاكم ولاية فلوريدا (رونالد ديون ديسانتيس) Ronald Dion DeSantis يطالب سكان غزة بالرحيل عنها والانتقال للعيش في البلدان العربية، ويصفهم بالمهاجرين غير القانونيين. زاعما انهم نزحوا منذ سنوات إلى غزة، واستوطنوا فيها وهم ليسوا منها، وزاعماً أيضاً انهم ليسوا ساميين. . صفاقة ما بعدها صفاقة، ووقاحة ما بعدها وقاحة. .
لا ندري كيف تحول السكان الأصليين إلى مهاجرين ونازحين، ولا ندري كيف يفكر هذا الحاكم الفلوريدي الغبي، الذي لا يعلم ان اليهود الذين توافدوا على الارض المحتلة من كل حدب وصوب لم يولدوا عليها، وأنهم نزحوا إليها من البلدان الأوروبية، اما سكان غزة فهم الساميون الحقيقيون الذين لا يمكن التشكيك بجذورهم، وبات واضحا ان هذا الغبي لا يدرك هذه الحقيقة. ويتعين على أساتذة التاريخ في الولايات المتحدة إزالة هذه الغشاوة عن عيونه. وان يقولوا له ان هذا الكلام لا يصح، ولا ينطق به إلا معتوه أو جاهل. .
كان هذا الرجل أول من تعاقد مع طائرات الشحن لإرسال مسيرات ودروع ومعدات إلى إسرائيل، وأول من منع التظاهرات المؤيدة لفلسطين. وهو الذي طالب حكومته برفض استقبال لاجئين من قطاع غزة. ودعا إسرائيل إلى رد سريع وفتاك في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية. .
اللافت للنظر ان الحاقد (رونالد ديون ديسانتيس ): هو سياسي وقاضي وعسكري بحري أمريكي، وعضو في الحزب الجمهوري، ويشغل حالياً منصب حاكم ولاية فلوريدا. وهو مرشح قوي للإنتخابات الرئاسية الأمريكية 2024. اما اغرب ما قرأته في سيرة هذا الرجل، هو انه درس التاريخ في جامعة ييل، وحصل منها على شهادة البكالوريوس بالتاريخ عام 2001. بمعنى انه درس التاريخ بالمقلوب، ولم يفهم منه شيئا. وبالتالي يتعين على جامعة ييل سحب شهادته حفاظا على سمعتها من التشويه. .