بلاويكم نيوز

المشهد المرعب بالالوان الدموية الصارخة

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كانت تل أبيب وماتزال نافذة شيطانية سوداء لكل المشاريع الأمريكية الخبيثة، فجاء مشروعهم التخريبي الأخير على شكل مسار متعرج. ينطلق من الهند وينتهي في أوروبا مرورا بالحجاز، ثم يرتبط بخليج العقبة. ليلتف حول المبادرة الصينية، فيقطع الحزام، ويغير ملامح الطريق، ثم جاء الإنسحاب الامريكي المهين من أفغانستان، وتفجرت الأوضاع في باكستان، وتقاتل الإخوة الاعداء في السودان، وحمي الوطيس في الجبهة الأوكرانية، وأصبحت تايوان لقمة سائغة في فم التنين الأحمر. فتلعثم بايدن وارتعدت فرائصه من شدة القلق، فكان لابد من استدراج العالم إلى حافة البركان، عندئذ باشروا بارسال مرتزقتهم لتدنيس المسجد الأقصى، والتوسع في مشاريع القمع والإستيطان، والتمادي في إثارة مشاعر الفلسطنيين، وتوظيف خادمهم المطيع (محمود عباس) لتفعيل سيناريوهات الإستدراج اليومي التدريجي، فكانت غزة هي فوهة البركان، حيث لا مستقبل لمشروع النقل العابر إلا من خلالها. .
انفجر ذلك البركان في السابع من اكتوبر فكان هو الانقلاب التاريخي في دواليب الأحلام التوراتية، وهو الشرارة التي أضرمت النيران في هيكلهم حتى أوشك على التفحم. .
هرعت ايران وروسيا لدعم الفصائل الغزاوية، وخرج ابو عبيدة من كهفه في جوف الأرض، وطار الهدهد فوق عرش بلقيس في مأرب، وزحف نبوخذنصر بحشوده البابلية نحو عين الأسد، وتعانق المناذرة مع الغساسنة غربي الفرات، ووجد الدب الروسي فرصته السانحة في الزحف نحو معاقل زيلنسكي، ونشطت الحيتان الزرادشتية في القرن الأفريقي وفي سواحل القراصنة. فقررت الفصائل الغزاوية إشعال فتيل الحرب، ومباغتة الحاخامات بضربة قاصمة. .
جاء الطوفان كاسحاً هادراً مجلجلاً، فأفاق سكان المستوطنات من أوهام أرض الميعاد، وهربوا مذعورين إلى غير رجعة. عادوا إلى ملاذاتهم القديمة في هجرة عكسية لم تخطر على بال (بن غفير). ولا على بال كهنة البيت الأسود، فانهارت مشاريعهم كلها بين ليلة وضحاها، وتدهور الاقتصاد، وتعرضت التجارة للكساد، فخلعوا عنهم رداء الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة، وتدرعوا بدروع الغاصب المحتل، ثم لجأوا لقرع طبول الحرب، فتخندقوا كلهم في جبهة واحدة، وجاءهم المدد الهرمجدوني من كل حدب وصوب. استنفروا أساطيلهم وغواصاتهم وراجماتهم، ثم استلوا خناجرهم لوأد أطفال غزة والضفة، وتوجيه الضربات المدمرة للمستشفيات والمساجد والكنائس. بذريعة الدفاع عن النفس. فخرجت الشعوب والأمم في مظاهرات مليونية اجتاحت شوارع واشنطن ونيويورك ولندن وباريس ومدريد، واقتحمت حصون الكونغرس. صارت غزة رمزا كونياً للصمود والتحرر. .
من المفارقات الدولية المثيرة للدهشة. ان زعماء أوروبا ومعهم امريكا وكندا وأستراليا والهند يطالبون الشعب الفلسطيني بتقديم فروض الطاعة والولاء إلى الجيوش التي اغتصبت ارضهم. والغريب بالأمر ان الجيش الإسرائيلي هو الجيش الوحيد في العالم الذي يطالب ضحاياه بحمايته والرضوخ لإرادته. وهو الجيش المحتل الوحيد الذي يتقن لعبة الظهور بدور الضحية. . .
ختاماً: ألقى الداعية المتأسلف (عبد الرحمن سديس)خطابا سداسيا بأبعاد نجمة داوود، قال فيه: (ان ما يحصل اليوم في فلسطين هو فتنة، وليس مقاومة، ولا يحق للفلسطينيين الدفاع عن ارضهم، أو الخوض فيما لا يحق لهم الخوض فيه). .
فنقول لهذا الرجل السداسي: ان الشعب الفلسطيني له الحق كله في الدفاع عن ارضه وفي تقرير مصيره، شاء من شاء وابى من أبى. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط