فصل آخر من الكوميديا الغزاوية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لن يتحرك المسلمون العرب لتحرير القدس. إلا إذا أصبحت القدس عاصمة للإخوان المسلمين، ولن يسرجوا خيولهم للحرب من أجل تحرير فلسطين إلا إذا أعلن سكانها عن تشيعهم. ولو كان العرعور والعريفي والبيلي والحويني في عهد الرسالة، لقالوا عن معركة بدر: انها مغامرة غير محسوبة لتحقيق مكسب سياسي ضد قريش، وانها مُراهنة بدماء الأنصار الذين احتضنوا الدعوة. ولو كانوا في (أحد) لساروا خلف ابن سلول ورجعوا بالجيش إلى الوراء، ولو كانوا في (الخندق)، لكتبوا بيانات يعلنوا فيها الولاء إلى بني قريظة، وكتبوا القصائد عن وحشية أبي عبيدة عامر بن الجراح، ولو كانوا في (تبوك) لقالوا: لا تنفروا في الحر. وهم الآن يحاولون إقناع المقاومة أن ما قامت به يضر بالقضية. على الرغم من انهم يدركون أنه لا يجوز للقاعد أن يفتي لمجاهد. .
قيل لأحد الفقهاء: لماذا وضعتم باب الجهاد في آخر كتب الفقه ؟. فقال: لئلا يتكلم في الجهاد من لا يُحسن الطهارة، ولا يفتي اهل الدثور لاهل الثغور، ولا شأن لربات الحجال بمعارك الرجال. .
تتصاعد وتيرة الغارات الصاروخية الهمجية ضد الصغار والكبار، وضد الثوار. بينما يذود رجال المقاومة وحدهم، ليس فيهم رجال من القاعدة، ولا من الدواعش، ولا من المتاجرين بالدين، الذين لم يتركوا جحر ضبّ في شرق الأرض وغربها إلا ودخلوا فيه باسم الاسلام والمسلمين. .
اغلق رجال السي سي بوابات معبر رفح، قالوا ان مفاتيحه ليست معهم، وانما مع طرف ثالث، ثم اعلنوا عن اكتشاف فيروس خطير يحمله القادمون من غزة، فيروس المروءة والشهامة، ففرضوا الحجر الصحى عليهم، وعزلوهم عن العالم الخارجي، ثم أخضعوهم للتحقيق معهم. ومنعوهم من شراء شريحة أو جوال أو يربطوا هواتفهم بشبكة الإنترنت، ومنعوهم من دخول كافتريات المستشفى، وأوصدوا بوابات الردهات عليهم، ولم يسمحوا لهم بالتحرك إلا بموافقة رجال الأمن والمخبرين، وتحولت صالات جرحى غزة إلى سجون ومعتقلات. .
سألوا الزعيم الكوبي (فيدل كاسترو). قالوا له : مارأيك في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ؟!. .
فقال لهم: أنا لا أفهم هذه المفاوضات، لو كنت مكانهم، لفاوضت اليهود. كيف يريدون الرحيل براً أم بحراً أم جواً ؟. .