أين أنت يا عراق ؟؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
استكمالاً لمسلسل المجازر والانتهاكات اليومية في غزة وفي الضفة، انتقلت كرة النار إلى جنوب لبنان ثم قفزت إلى سوريا فالعراق فإيران. .
فقد انطلقت الطائرات المسيرة من قواعدها في الأردن (16 قاعدة)، ومن قواعدها في بادية العراق وفي اقليم كردستان لتنفذ سلسلة أخرى من الإغتيالات الانتقائية. .
ففي الوقت الذي استفردت فيه إسرائيل بالشعب الفلسطيني، واستباحت دمائهم بحملات الإبادة الجماعية. تكفلت الولايات المتحدة بالإجهاز على الفصائل المسلحة في أماكن متفرقة من الشرق، وراحت تسلط حممها في مواضع منتخبة داخل العمق السوري، وفي جنوب لبنان، وخليج عدن، والعراق، ثم ارتكبت المجزرة الكبرى في مدينة كرمان. .
فجأة اختفت الأمم المتحدة ومنظماتها، وسكتت الجامعة العربية، واختفت معها وحدة الساحات القومية والإسلامية، وظل الشعب الفلسطيني يذود وحده، بينما تحولت الأرض العراقية إلى ساحة مفتوحة تلعب فيها القاصفات والمقاتلات والمسيرات الأمريكية كيفما تشاء، وفي التوقيتات التي تراها منسجمة مع حملة الاغتيالات الشاملة. .
أنا حتى الآن لا افهم سر بقاء القواعد الأمريكية داخل العراق. هل جاءت لكي تمارس استهتارها بترويع العراقيين وتهديد مستقبلهم والانتقاص من كرامتهم ؟. وهل تعطلت لغة الكلام عند قادة الأحزاب الوطنية ؟. وهل اغلقت كافتريات مجلس النواب موائدها حتى اصبح النواب غير قادرين على الاجتماع لإصدار قرارات حاسمة تقضي بطرد قواعد أمريكا من البادية الغربية ومن الإقليم ؟. وهل ستقتصر ردود افعال قادتنا على الشجب والتنديد والاستنكار ومذكرات الاحتجاج ؟. وما سر سكوتهم وتغاضيهم عن هذه الخروقات المتكررة ؟. ألا يفترض ان تقول الخارجية كلمتها، ألا يفترض أن يتخذ مجلس الوزراء قراره الرادع بهذا الشأن ؟. هل فقدنا سيادتنا فوق أرضنا وفي أجواءنا ؟ هل اصبحنا بلداً منزوع السيادة ؟. أين الأحزاب والتكتلات التي كانت تشغل الدنيا بصخبها وضجيجها، وكانت تحرك الشارع باشارة من أصبعها، وكانت تقود الجماهير في تظاهرات عارمة تجوب المدن والأرياف للمطالبة بامتحانات الدور الرابع والخامس ؟. .
ألا يفترض ان يعقد مجلس النواب جلسة طارئة تلبية لمناشدات الشعب العراقي، الذي لم يلمس حتى الآن أي ردود افعال تليق بسمعة أول البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة ؟. .
من كان يصدق أننا سنصبح هدفاً سهلاً للطعنات والكفخات والدفرات ؟. ومن كان يصدق أننا سنصبح بهذا الضعف أمام حزمة من الهجمات الأمريكية المتوالية التي لا نستطيع ردها ؟. .
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين