من أجل تفعيل قرار مجلس النواب بإخراج القوات الأجنبية من العراق ..
بقلم أياد السماوي ..
ربّ سائل يسأل هل يحتاج العراق لأي وجود عسكري أجنبي لمساعدته في محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن ؟ وجوابي كلا وكلا وكلا .. وهل هنالك ضرورة لإخراج كافة القوات الأجنبية الموجودة في العراق لانتفاء الحاجة لوجودها ؟ والجواب نعم ونعم ونعم .. وهل يشّكل الوجود العسكري الأجنبي في العراق خطرا على سيادة العراق وأمنه ؟ الجواب نعم ونعم ونعم ..
فإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك من وجهة نظري ، وهذا رأي منذ أن بدأت القوات الأمريكية المقاتلة بالتدفق على العراق عام ٢٠١٤ أيام حكومة حيدر العبادي ( لا وفّقه الله في الدنيا ولا الآخرة ) تحت ذريعة مساعدة العراق في الحرب على الإرهاب ، وقلناها مرارا وتكرارا لا ترجعوا أمريكا إلى العراق مرّة أخرى بعد أن أخرجها المالكي بشق الأنفس وهذه شهادة للتاريخ ، وقلناها بالحرف الواحد أمريكآ إذا عادت إلى العراق فسوف لن تخرج منه ، وهذا الكلام مثبّت في العشرات من مقالاتنا .. ولأننا لسنا من صنف القادة الأفذاذ أصحاب الحل والعقد الذين يرجع أمر الأمة لهم ، فلم يلتفت أحد لما كنا نقوله ..
والقوات الأمريكية والأجنبية الموجودة في العراق ، هي قوات مقاتلة ومن خيرة الوحدات القتالية الأمريكية ، ومهمة إخراج هذه القوات التي باتت تشّكل خطرا على سيادة العراق وأمنه ، يأتي عبر طريقين لا ثالث لهما ، إما بإعلان الحرب على هذه القوات ، وهذا قرار ليس بيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، بل هو بيد مجلس النواب العراقي ويحتاج التصويت عليه إلى الثلثين ، أو عبر المفاوضات مع الجانب الأمريكي ومجلس الأمن ، وهذه المهمة هي من مهام الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ، والإطار التنسيقي قادر بالضغط على الحكومة للبدء في مفاوضات إخراج القوات الأجنبية .. أمّا أن تترك مهمة إخراج القوات الأجنبية من العراق للجماعات المسلحة ، فهذا هو الخطر الحقيقي على العراق ونظامه القائم .. ومن يريد فعلا إخراج القوات الأمريكية والأجنبية فعلا لا قولا من العراق ، عليه أن يكون شجاعا ويقول أولا للجماعات المسلحة ، كفا تعريض امن البلد
إلى الخطر ، وعليه أن يقول لهم قرار الحرب مسؤول عنه مجلس النواب والقائد العام للقوات المسلحة ، ولستم أنتم .. وقرار مجلس النواب رقم ( ١٨ ) لسنة ٢٠٢٠ في ٨ / ١ / ٢٠٢٠ قد اتخذ في زمن عادل عيد المهدي ولم يسعى له بالرغم من أنّه صاحب المقترح ، ولم تطلب أي من القوى السياسية التى وقعّت على القرار من المسخ الكاظمي أن يبدأ بإجراءات إخراج القوات الأجنبية ، فلا داعي لساستنا الزعل من صراحة السماوي حتى وإن كانت قاسية أحيانا .. وقرار الأمن بيد الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة حصرا وتحديدا ..
أياد السماوي
في ٥ / ١٢ / ٢٠٢٤