ترك حزبه البريطاني من اجل غزة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أبكاني موقف البريطاني (عارف أنور)، وابكى معه أصحاب الضمائر الحية حول العالم بكلمته التي ألقاها وهو يذرف الدموع أثناء قراءته خطاب الاستقالة من حزب العمال البريطاني. .
وقف عارف امام الجموع الغفيرة وقلبه يعتصر من الحزن والألم. ثم قال: (عند عودتي إلى منزلي يوم امس، قالت لي ابنتي الصغيرة ذات الأعوام الخمسة، والتي كانت تشاركني متابعة اخبار الليلة المنصرمة، وشاهدت معي لقطات الأحداث الدموية في غزة، قالت لي: ابي ماذا أنتم فاعلون حيال الكوارث الإنسانية التي شاهدناها ليلة البارحة ؟. فكاد قلبي ينفطر من شدة الخذلان والإحباط، وها أنا اقف أمامكم حائراً عاجزاً في اجتماعات حزب العمال البريطاني الذي كنت من اشد المناصرين له منذ مرحلة الشباب، فقد آمنت بأفكاره ومبادئه، لكنني أراه اليوم مختلفاً بإشراف قيادته الحالية، ويتعذر عليَّ الاستمرار في الانتماء إليه بعد دعمه لدولة الفصل العنصري التي تقتل الأطفال بلا ذنب، وتنسف المجمعات السكنية بلا حساب، وقد قتلت حتى الآن اكثر من 25 الفاً من المدنيين العزّل، لذا وبقلب غارق بالحزن اعلن عن ترك الحزب الذي كنت احمل له كل الحب والتقدير على أمل العودة إليه بعد تحسن توجهاته في المستقبل، وتغير مواقفه إزاء فلسطين وكشمير واوكرانيا، وجاء قراري هذا بعد تشاوري مع سكان مدينة (ديوسبري ويست) الذين منحوني ثقتهم). .
جاءت استقالة هذا الرجل وتسعة من زملائه بسبب قرار السير كير ستارمر (Keir Starmer) بعدم الضغط على الحكومة البريطانية من أجل وقف إطلاق النار في غزة. .
قالوا في بيان نشروه: (إن السير كير لا يقدر صوت القاعدة الشعبية للحزب)، وجاء في البيان أيضاً: (كنا ندعوا لاحلال السلام منذ بداية أعمال العنف في غزة، وكنا نحث قيادة الحزب في الدعوة إلى إطلاق سراح السجناء والرهائن ووقف فوري لإطلاق النار، فحياة المدنيين لها قيمة متساوية، ونحن ندين بشدة فقدان أي حياة بريئة، وكنا نشجب القصف العشوائي والعقاب الجماعي للمدنيين الأبرياء ونراه انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي. لقد عملنا بلا كلل لإيصال هذه الرسالة إلى مختلف مستويات حزب العمال). .
إلا انه وعلى الرغم من احتجاجات أعضاء حزب العمال قرر أمينه العام تأييد موقف المملكة المتحدة الداعم لإسرائيل. الأمر الذي اضطرّ الأعضاء المسلمين إلى تقديم استقالتهم. وهم كل من: عارف أنور، واشتياق محمد، وشاه حسين، وآصف رجا، وسيريش لون، ومصباح كاظمي، وعارف خان، ولبنى خان، وسعيد تشودري، ونصرت كاظمي. .
يأتي موقف (عارف) ورفاقه بالتزامن مع موقف حكومة نيكاراغوا التي تقدمت بطلب إلى محكمة العدل الدولية للمشاركة في دعوى جنوب أفريقيا بتوجيه الاتهامات إلى الارهابي نتنياهو بارتكابه حملات الإبادة الجماعية في غزة. بينما يرسل ملك الأردن مستشارته (سيما بحوّص) أو (بحوّث) إلى الامم المتحدة للإدلاء بشهادتها الباطلة ضد رجال المقاومة. فياليت درويش ألغاها من الكتب ولم يقل زاهياً سجل أنا عربي. فلو درى كيف أضحى العرب في وهنٍ لقال لا تنسبوا هذا إلى أدبي. والله لولا بقايا عزة تبتت في غزة المجد لاستبرأت من نسبي. .