السوداني يضع شعار لكل مواطن سكن لائق موضع التنفيذ ..
بقلم : أياد السماوي ..
حق العيش بكرامة .. هو حق لكل مواطن يعيش في هذا البلد ، بغض النظر عن دينه وقوميته وعرقه وعقيدته ، وحق العيش يتضمّن حق السكن وحق المأكل والملبس وحق التعليم وحق الصحة ، وهذه هي الحقوق الأساسية الواجب توافرها لكل مواطن يعيش على هذه الأرض .. ولعلّ مشكلة السكن في العراق هي واحدة من أهم المشاكل الكبيرة التي واجهت الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ولم تجد لها حلولا جذرية و علميّة .. وحل مشكلة السكن لا تتعلّق ببناء الوحدات السكنية وكيفية بناءها ، بل هي اعقد وأكبر من مجرد عملية بناء هذه الوحدات ، فالمدن السكنية الكبيرة تحتاج إلى بنى تحتية تتمّثل بالمدارس والجامعات والمستشفيات والكهرباء والماء والطرق والمواصلات ومراكز الشرطة وغيرها من الخدمات ، وما لم تتوّفر هذه المتطلبات جميعا لا يمكن البناء من دونها ..
يوم أمس وقعّت حكومة السوداني على إنشاء أكبر مدينة في تاريخ العراق ، وهي مدينة علي الوردي التي ستضم مائة وعشرون ألف وحدة سكنية ، سيعيش عليها حوالي سبعمائة وعشرون ألف نسمة ، أي بعدد نفوس محافظة المثنى تقريبا بأقضيتها ونواحيها ، هذه المدينة هي جزء من مشروع السوداني الكبير في انشاء خمسة عشر مدينة ومجمعا سكنيا كبيرا في مختلف محافظات العراق ، وجزء من مشروعه الإنساني والوطني في توفير سكن لائق لكل مواطن عراقي ، فها هو السوداني يضع شعار لكل مواطن سكن لائق الذي يؤمن به ويتبناه موضع التنفيذ ..
وربّ سائل ما الذي يميّز هذا المشروع الاستراتيجي الكبير عن كلّ مشاريع البناء الأخرى ؟ مشروع مدينة علي الوردي هو مشروع نهضوي عملاق يقع على مساحة كبيرة ويتضمن العديد من المراكز التجارية والعديد من الجامعات والمستشفيات والمدارس ، ويتضمن شبكات طرق حديثة تربط المدينة مع بغداد والكوت وديالى ، هذا المشروع أخذ بعين الاعتبار تحقيق الانسجام المجتمعي ، حيث سيحتوي على وحدات سكنية مخصصة للشباب والمتزوجين حديثا وكذلك لمختلف طبقات المجتمع من أصحاب الدخل المنخفض ومتوسطي الدخل والفئات الثرية من المجتمع ، مشروع مدينة علي الوردي العملاق قد يبدو للبعض أنّه أحلاما وردية غير قابلة للتحقيق والتنفيذ ، والحقيقة أنّ ما أراده السوداني من هذا المشروع العملاق هو تحقيق ذاته من خلاله ، فالسوداني القادم من رحم طبقات المجتمع المعدمة ، يعلم تماما ماذا يعني أن يمتلك المرء سكنا لائقا يليق به كإنسان له حق العيش بكرامة ، ولهذا كان حريصا جدا أن يعهد ببناء هذا المشروع العملاق إلى واحدا من أهم وأكبر المستثمرين في العالم ، وهو المصري ( نجيب ساويرس ) ..
مدينة علي الوردي التي ستنشأ في النهروان ، ليست مجرد مشروع سكني فحسب ، بل هي مشروع نهضوي عمراني حديث ومتطوّر بيئيا وتكنولوجيا وخدماتيا سينفذ على ثلاثة مراحل وسيبدأ العمل به فورا ، حيث سيوفر هذا المشروع العملاق عشرات الآلاف من فرص العمل وسيكون عاملا مهما في تقليص نسبة البطالة في المجتمع ، والتي ستنعكس بدورها على انخفاض معدلات الجريمة .. بوركت ايها السوداني النجيب أبنا بارا لبلده وشعبه ..
أياد السماوي
في ١ / ٢ / ٢٠٢٤