اللوبي الاسرائيلي والسياسة الأمريكية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تناقلت الصحف العالمية اخبار الحملة الصهيونية لشراء ذمم أعضاء الكونجرس وضمان دعمهم لإسرائيل بما يزيد على 100 ألف دولار في المتوسط لكل عضو. تم صرفها من جيوب المانحين المؤيدين لإسرائيل، وقد ظهرت نتائج الهبات المالية السخية في نبرة الأصوات المطالبة بالدعم العسكري الأمريكي، والمؤيدة للرد الإسرائيلي العنيف، وظلت اصواتهم تصدح بتلك المطالب على الرغم من ارتفاع عدد الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين داخل قطاع غزة، وهذا يفسر أسباب ودوافع دعم الكونجرس الساحق لإسرائيل. فكان حوالي 82% من أعضاء الكونجرس أكثر دعماً وتأييداً لإسرائيل، و 9% فقط أكثر دعماً لفلسطين خلال الأسابيع الماضية. أما البقية فكانت لهم وجهات نظر متباينة ومتذبذبة. واشارت التقارير إلى اتساع حجم إنفاق المانحين. فقد ذهبت أكثر من 58 مليون دولار إلى أعضاء الكونجرس الحاليين، وتلقى معظمهم دفعات مالية كبيرة باستثناء 33 منهم. .
حول هذه الهبات والمدفوعات المالية صرح جون ميرشايمر John Mearsheimer، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، ومؤلف كتاب: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية (The Israel Lobby and US Foreign Policy) الصادر عام 2006، فقال: (إن النتائج المنظورة كانت لها الآثار العميقة على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. اما إذا لم يكن هناك لوبي يتولى الدفع لأعضاء الكونجرس في اتجاه معين وبطريقة فاعلة ومؤثرة، فإن موقف الكونجرس الأمريكي بشأن الحرب في غزة سيكون مختلفاً تماماً عما نراه اليوم). .
ولكي نقف على حقيقة الاتجاهات المؤثرة للكونجرس، نذكر ان المراكز الاستقصائية اهتمت برصد ردود الأفعال المتباينة، وتتبعت التصريحات الإعلامية للمسؤولين في لقاءاتهم المتلفزة، وعلى حساباتهم في منصة X ، ورسائلهم الموجهة إلى جو بايدن بعد السابع من اكتوبر. فجاءت النتائج بالصورة التالية:
- 93٪ كانوا يطالبون بدعم عسكري أو مالي أمريكي لإسرائيل. .
- 81٪ منهم يؤيدون الهجمات الإسرائيلية على غزة. .
- 17٪ انتقدوا إسرائيل وطالبوا بوقف إطلاق النار. .
- 17٪ أثاروا قضايا التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان. .
لكن تلك المواقف تغيرت كثيراً مع تفاقم الأزمة الإنسانية، ومع ارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين، وبخاصة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المميت على مخيم جباليا للاجئين، لكن المؤسف له ان بعض أعضاء الكونجرس كانوا أكثر تعاطفا مع الضحايا الإسرائيليين من الفلسطينيين. وهنالك نقطة في غاية الأهمية وهي ان التظاهرات الجماهيرية التي جابت المدن الأمريكية كان لها الأثر الكبير في الضغط على الكونجرس، وفي تغيير مواقف الحكومات المحلية لصالح الشعب الفلسطيني المنكوب في معظم الولايات . .