[ العمالة إنفتاح وتطور ]
بقلم : حسن المياح – البصرة ..
المفروض في الأحزاب الأسلامية ، أن تكون عقيدة التوحيد بما فيها من تشريعات وأحكام ومفاهيم وأخلاق هي الحاكمة ، وما باقي الفروع من الحياة عيشٱ ، ما هي إلا نشاطات تتحرك على ضوء ، ومن خلال عقيدة لا إله إلا الله ، وما هو مخطط لها في الإسلام ….
ولذلك بزغ حزب الدعوة تأسيسٱ رساليٱ في عام ١٩٥٨م ، وكان نجمٱ مضيئٱ ، ينير وينور الحياة كونٱ وإنسانٱ من خلال قيادة رسالية واعية ، تتدرج حركة صعود سلم حضاري وفق لما هو إسلام ، ولذلك القرٱن يخاطب الإنس والجن بأن ينفذوا من أقطار السموات والأرض ، وهم لم ينفذوا … ، وقد عجزوا … ؛ لكن الله سبحانه وتعالى أرشدهم الى الإسلام ، بما هو عليه من سلطان وعي وعلم ، وفهم وإدراك ، وإتباع نهج وإلتزام أخلاق ، لتحسن المسيرة الإنسانية خطوها الرسالي في أحسن هداية وتهذيب وتقويم ….
وهكذا كان هو حزب الدعوة الإسلامية الرسالية بقيادة المفكر المؤسس المبدع العالم الفيلسوف المجتهد السيد محمد باقر الصدر …. الذي رفض أن يسكن في فندق فيه شوب شمة ريحة ما هو أمريكي وأميركان ، لما سافر في الستينات زيارة الى لبنان …… وبحث عن فندق ٱخر خال نظيف مما هو فيه من ريحة اميركا ، أو سمة أميركان …..
هذا هو حزب الدعوة في تأسيسه وتكوينه وسيره الرسالي الواعي الوئيد حركة دعوة الى عبادة الله سبحانه وتعالى ، لا عبادة الأميركي أو أي واحد من الأميركان …. ، وأنه إرشاد سير خطو إستقامة على هدى طريق الإيمان ، وتطبيق عدل دين الإسلام …..
فنعته الشياطين الأبالسة الأميركان ، ووصفه القردة التطوريون الداروينيون …. أنه رجعية … ، ورجوعية … ، وتخلف … ، وإنقباض لا بسط وسلاسة وإنفتاح … ، وتقوقع لا سيح ولا يشم منه إنفتاح … ، وأنه تمحور داخل شرنقة ضاغطة لا تحس فيها ، أو ترى منها بصيص ضوء حضارة إنسان ….. !!!؟؟؟
وقد إنتهى هذا الطور الحضاري الرسالي الدعوي الواعي لما إستشهد السيد الشهيد محمد باقر الصدر عليه السلام ، في نيسان عام ١٩٨٠م .
وبعد هذا العام ، إنقلبت الموازين الأساس ، وإنقلعت جذور التأسيس الرسالي الدعوي الواعي ، لكي تتقدم نمو تطور حضاري من خلال الإنفتاح الإمبرالي المستعمر المحموم ، من خلال فتح خط إتصال بالأميركان …..
وهذا ما كان …. وأصبحت السياسة الفرع هي الحاكمة على الأصل العقيدة والإيمان ….. وأصبح ينادى على الأخ الإنسان الدعوي الرسالي ، بالرفيق السياسي السائر على خطى الإنفتاح والإتصال والتواصل مع الأميركان …. ليعتلي منصبٱ ، ويسكن فاره موقع ، ليشار اليه بالبنان ….
هكذا تطور —- بزعمهم —- لما إنفتح الداعية الرسالي الذي كان يبغض ويمقت ويحارب أميركا الإمبرالية والمستعمرين الأميركان ….. أن يتطور تحضرٱ ورقيٱ وينفتح سعادة رفاء ورفاه بعلاقات صداقات … ، تتطور أواصرها تقدمٱ إنغماسٱ متحضرٱ الى عمق علاقة { عمالة } ، التي تنسل وتبرعم من ذاتها عبودية خاضعة خانعة الى الأميركان …… بعدما يفارق أصل وأساس جذورها الذي تأسس على عقيدة التوحيد والإيمان برسالة الإسلام ، ويطلق الإسلام المحمدي طلاقٱ بائنٱ بينونة كبرى ، لا رجعة فيها ، ولا لها أوبة الى ما كان هو عليه من إعتقاد إسلام ، ورسالة إيمان …. لما إستذوق طعم العمالة فأصابه النسيان ….. ، ولما فرفش هنيئة بسعادة الدولار ، دخل الى دهاليز الضياع وغياهب التيه ، وهو المخمور السكران ……
هكذا هم القيادات خصوصٱ بعد عام ٢٠٠٣م في العراق ….. !!!؟؟؟
وما إنسل من أحشاء حزب الدعوة , من أفراخ ولادات أحزاب وتيارات وتجمعات وتكتلات سياسية ، بعد عام الوحدة الرسالية ، والقوة الإيمانية الدعوية ، والعنفوان الرسالي الحضاري المتطور الصاعد المتقدم إرتقاءٱ ، المنفتح على أقطار السموات والأرض ….. لا ينسب تكوينها ووجودها السياسي على ما كان هو عليه حزب الدعوة تأسيس خمسينات الى ثمانينات ….. ؛ وإنما هم يعزون إبتداءٱ الى دخول حضانة شرنقات عمالة ، ليرضعوا لبن خنزير من الثدي الأميركي ، لينمواة، ويكبروا سراعٱ دسمٱ ، ويشد حالهم ويتقن وثاقهم ، ليتطوروا صعودٱ حضاريٱ ، ليكونوا ذيولٱ طويلة ممتدة للأميركان ….
وهذا هو الحال الذي تطور ، ولا زال هو يستعبد …… الى أن يطرد كل أميركي ، وينقلع كل الأميركان …..
ويرجع هو الإسلام كما كان محمديٱ يوم بعث به رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وٱله في عام ٦١٠م ….
وينتهي طور ، ودور ، ومرحلة ، وموضة ، الإسلام الأميركي ، وينطمر ٱسن فان ….. ويرجع كل شيء الى أصله وجذره ومنبعه ، مثل ونفس ما كان …