بلاويكم نيوز

صارت سينما مفتوحة بلا تذاكر

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

في تلك الليلة الصاروخية هبت رياح النصر من جهة الشرق، وكانت شعوب كوكب الارض تراقب المشهد من بعيد. بينما كانت السماء مفتوحة لعروض سينمائية مثيرة شاهدها الناس في عموم المدن العراقية والأردنية والفلسطينية. كانت الأجواء عبارة عن سينما بلا تذاكر، وبلا مؤثرات هوليودية، استمرّ العرض المباشر لأكثر من أربع ساعات. .
في تلك الليلة بالذات اختبأ المستوطئون (المستوطنون) في الملاجئ، وصعد الفلسطينيون فوق سطوح منازلهم. ثم تجمعوا في الساحات بالتزامن مع وصول الرشقة الأولى من الصواريخ والراجمات المجنحة للترحيب بها في يوم طال انتظاره، وفي ظروف قاهرة خذلهم فيها (عباس احمونا) وعصابته، فتعالت صيحات (الله أكبر)، وامتزجت الزغاريد، بالأهازيج، بالتهاليل، بالدموع، بصفارات الإنذار، بمفرقعات الدفاعات الجوية، بزعيق سيارات الإسعاف. .
في تلك الليلة كانت سماء مدينة القدس منوّرة ومكشوفة لكنها مشدودة الأعصاب، بينما كانت مكبرات الصوت تقرأ ما تيسر من سورة العاديات: (والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا). في حين تعالت الصيحات من مكان قريب: (قسماً بالله هذا العيد . . هذا العيد. . ولعت . . ولعت البلد). كان الصغار يتهامسون: (الله اكبر. ما احلى المنظر يا رب). .
في تلك الليلة كانت الطائرات الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية تسرح وتمرح في سماء الأردن لإعتراض الصواريخ وإسقاطها بلا اكتراث فوق رؤوس الناس، بينما كان السيسي يستعد لخوض المعركة دفاعاً عن كهنة المعبد. .
في تلك الليلة انسحب الطيران الصهيوني من سماء غزة، وتلاشى أزيز مسيراتهم الخبيثة المزعجة. وقفز التحالف العربي الاعمى من تحت الطاولة، فظهر بوجهه الكالح معبراً عن لهفته وحرقته على سلامة الخياليم والسفارديم والاشكناز. فأطلقوا ذبابهم الإلكتروني لتضليل الرأي العام بالأكاذيب. .
وعند انبلاج الفجر، ومع تبيان أثر الطائرات المعادية من أثر الصواريخ الصديقة. ظل الفلسطينون يراقبون خيوط النفاق التي ارتسمت في الجو. كانت متشابكة، لكنها واضحة تماماً. وشتان بين رشقات المروءة وبين لسعات العقارب. .
كانت سينما بالصوت المُجسّم لكنها كانت تنذر بإنتاج أفلام جديدة سيعصف فيها الرعد من كل جانب . .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط