احتمالات مخيفة: زوابع من الغرب تهدد العراق
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لابد ان تكون الزوابع غربية بكل الاحتمالات، فهي اما ان تكون بدوافع تفتعلها البلدان الغربية ويخطط لها قادة النيتو، أو لأنها ستهب علينا من جهة الصحراء الغربية. الأمر الذي يحتم علينا ان نأخذ التحركات المحاذية لحدودنا على محمل الجد. فقد تسارعت الأحداث من حولنا بوتيرة متصاعدة تبعث على الريبة، وتدعو للقلق والتوجس والترقب، فالتماسيح لا تهوى المزاح في المستنقعات الضحلة، والذئاب لا تهرول عبثاً، وهذه هي طبيعتها العدوانية. فالذين شاركوا في غزو العراق في حرب الخليج الأولى ثم شاركوا في حرب الخليج الثانية لا مانع لديهم من اجتياح العراق مرة ثالثة ورابعة وخامسة لأتفه الأسباب. ربما كانت اكذوبة اسلحة التدمير الشامل عذرا مُصطنعاً وقتذاك لتبرير هجومهم علينا بمشاركة كل الأشقاء العرب ومباركة الجامعة المصرية. لكنهم يمتلكون الآن عشرات الأعذار والمسوغات لتكرار مسرحية الهجوم. لذا يتعين علينا ان ننظر بعين فاحصة لخارطة المحاور المحتملة، ونعيد النظر بكل التصريحات والتلميحات التي وردت على لسان بعضهم. وارجو ان لا ننتظر سقوط مقصلة المفاجآت فوق رؤوسنا بالطريقة التي تعامل بها المستعصم بالله عام 1258 عندما استبعد زحف المغول نحو عاصمته حتى اخترقت سهامهم صدر جاريته (عرفة) التي كانت ترقص بين يديه. فسقطت على الأرض، وسقط الخليفة من فوق عرشه، وسقطت دولته برمتها، ثم تكالبت علينا هجمات المغول والعجول والصخول. .
في الأردن الآن 16 قاعدة أمريكية، وبجوارها قواعد حربية فرنسية وبريطانية وألمانية. لم تُنشأ هذه القواعد للهجوم على اسرائيل ولا للهجوم على البلدان الخليجية، بل جاءت لتضع العراق هدفاً لقاصفاتها وراجماتها وصواريخها المشحونة بالحفد والذخيرة. ثم جاءت تصريحات العاهل الأردني لتعزز الاحتمالات المزعجة، بقوله: (ان جيشنا على أهبة الاستعداد لمناصرة القبائل العراقية الواقعة غرب الفرات). طبعا لم يحتج عليه احد، بل أبدى العراق استعداه لنقل النفط الخام من البصرة إلى العقبة لكي تجري تصفيته هناك، ثم نتولى نقل المشتقات من الأردن إلى البصرة على أنغام الأغنية القديمة: (لا يندل ولا يخليني أدليه). .
ثم جاءت اجتماعات قادة خمسة جُيوش عربيّة مع قادة الجيش الإسرائيلي قبل بضعة أيام في البحرين تحت مِظلّةٍ أمريكيّة لتشكيل ناتو عربي استِعداداً لإفتعال حروب جديدة لابد ان تكون ساحتها البادية العراقية بذريعة القضاء على المقاومة. .
وهنالك مؤشرات أخرى توحي بعودة الدواعش إلى أوكارهم في جوف جبال حمرين عن طريق نقلهم بمروحيات عمودية أمريكية تحت غطاء التحليق في جولات روتينية بين مثلث الخراب الذي تشكله ثلاث قواعد (التنف – عين الأسد – T22). .
الأمر الآخر ان التناحر الموروث بين الاحزاب الشيعية ضد بعضها البعض، وبين الاحزاب السنية ضد بعضها البعض، ووقوف الاحزاب الكردية خارج منطقة الحياد. يجعل المدن العراقية مهيئة لاحتضان الزوابع والأعاصير والعواصف. ويجعل القبائل متحمسة لركوب بغال الانفلات والفوضى. .
اخيرا وليس آخراً: أينما حل الاغبياء حل الخراب، فالأغبياء إذا جاعوا سرقوا، وإذا شبعوا فسقوا. .