هل اقتربت ثورة “سجن الباستيل”في العراق؟
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-
١-لمن لا يعرف ماهي مفردة ” الباستيل ” نخبره ان الباستيل هو سجن بُني في فرنسا ١٣٧٠-١٣٨٣ ..في البداية كحصن للدفاع عن باريس ومثلما أوهم المحتل العراقيين ومعه العملاء الذين شغلهم لخدمة مشروع الاحتلال في العراق ( يعني مثل المنطقة الخضراء ) وبعدها صار سجن للمعارضين الفرنسيين من “السياسيين والمسجونين الدينيين والمثقفين والمحرضين ضد الحكم” .فصار رمزاً للطغيان والظلم ( اي مثل المنطقة الخضراء في بغداد بالضبط). فانطلقت منه الشرارة الاولى للثورة الفرنسية في ١٤ تموز ١٧٨٩.ولازالت فرنسا تحتفل بمناسبة اقتحام سجن الباستيل باعتباره اليوم الوطني لفرنسا . وانهاء حقبة طويلة من الطغيان والظلم واستحقار الناس فصارت الثورة الفرنسية مثلا عالميا ولازالت .ومنها استوحت شعوب العالم الثورة ضد الظلم والطغيان .
٢-وكيف ونحن العراقيون لدينا ثورة 61 هجرية وهي ثورة الامام الحسين عليه السلام ضد الطغيان والظلم . وهي الثورة التي استلهمها غاندي في ثورته واستلهمها القائد الصيني ماو تسي تونغ ” 26 ديسمبر 1893 – 9 سبتمبر 1976). فعندما ذهب اليه اول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ” احمد الشقيري” وقال إلى ماو تسي تونغ : علمني الثورة يا ماو ؟ فقال له ماو : لديك ثورة الحسين وتريدني أن أعلمك الثورة ؟ .. وبالمناسبه ان الآية الكريمة في القرآن المجيد وهي ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ) وكانها نزلت مرة اخرى في كربلاء عام ٦١ هجرية اكراما للأمام الحسين عليه السلام !
ثانيا :
انظروا للصدفة التي ستسجل نفسها في تاريخ العراق الحديث (فالعراق ومنذ سقوط نطام صدام الديكتاتوري القمعي ” وهو سقوط الدولة العراقية ” بالغزو الاميركي الغربي الصهيوني وهو يبحث عن يوم وطني ليحتفل به فلم يجد) وعندما اقترح الشرفاء والوطنيين على الطبقة السياسية الحاكمة ان يكون العيد الوطني هو ( ثورة العشرين ) المجيدة التي ولدت منها الدولة الوطنية العراقية الحديثة فلم يقبلوا وحاربو الفكرة. وراحوا ليجعلوا ٩ نيسان ٢٠٠٣ وهو يوم سقوط الدولة العراقية واحتلال العراق ليكون عيدا وطنيا نشازا . والسبب برفض اعتبار ثورة العشرين عيدا وطنيا لانها تجسد قيمة العشائر العربية، وتجسد الوحدة الوطنية ، وتعطي عنفوان سنوي للعراقيين وبقيمتهم الوطنية والعربية وهم اي الحكم الجدد الذين نصبهم المحتل وايران يكرهون العشائر والعروبة جدا فلم يقبلوها ان تكون عيدا وطنيا وبقي العراق حتى اللحظة بدون عيد وطني ( ويبدو واضحا ان الله تعالى ارادها كذلك ) … ويبدو ان اللعبة التاريخية ولعبة السماء هي التي سوف تبسط رأيها ليكون ( سقوط الباستيل العراقي ) هو العيد الوطني للعراق والعراقيين ان شاء الله . وبسقوطه سوف تسقط حقبة من ( الاحتلال والظلم والطغيان والعار والعمالة والنهب والسلب واضعاف الدين والتجارة بالدين وبأهل البيت .. وتفتيت اللحمة الوطنية وكراهية العروبة وتحطيم تاريخ وحضارة العراق، والعمل ضد العراق ولصالح الخارج ) !
ثالثا :
فجميع المؤشرات توحي أن هناك ثورة تغيير قادمة وبتقديرات ربانية .فمثلما سخر الله امريكا لتزيح صدام ونظامه ، ثم تكشف للعراقيين المتاجرين بالدين والوطنية والاخلاق وبأهل البيت والذين كان يراهم الشعب قديسين وحواريين وملائكة . ولكن بقدرة الله سقطت ورقة التوت عن عوراتهم وعُرفت حقائقهم . وان الله تعالى سوف يأتي بثورة تغيير وهي في الطريق وبنسبة ٩٥٪ وسوف تزيل الأورام السرطانية ” السياسية والدينية والاجتماعية ” التي ترسخت في الفترة المظلمة ( ٢٠٠٣- ؟؟؟؟) .
٢-فهناك غليان في صدور العراقيين ولكنه مختلف عن الغليان الذين سبق ثورة العشرين ضد الإنجليز والعملاء . فهذه المرة الغليان عبارة عن بركان سيحرر العراق والمجتمع والأضرحة المقدسة ويحرر العقل الشيعي من مشاريع الاستحمار والتغييب والخرافة والجهل. دعوهم يكثرون من استحقار العراقيين ومن محاربة الشيعة العرب الموالين لأهل البيت والذين باتوا يعاملون بعنصرية واحتقار حتى داخل الأضرحة المقدسة وهي اضرحة اهل البيت العرب الاقحاح … فصبرا صبراً . قبلهم جربها جلاوزة البعث وجميعكم تعرفون نهايتهم !
سمير عبيد
٢١ حزيران ٢٠٢٤