ماذا وراء أسطول الظل الروسي
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تمتلك روسيا أعداداً هائلة من السفن التجارية وناقلات النفط العملاقة، لكنها وبعد الحرب الاوكرانية، وما ترتب عليها من عقوبات اقتصادية مشددة فرضتها بلدان النيتو، فكرت في كسر الحصار، واعتمدت على مئات السفن والناقلات التجارية لنقل منتجاتها النفطية تحت عناوين واعلام دولية غير مشمولة بالحصار. فالذين يعيشون على سواحل الدنمارك يشاهدون التحركات المعتادة لتلك الناقلات بمعدل خمس ناقلات نفط تتحرك كل يوم من والى الموانئ الروسية عبر المياه الدنماركية. وهكذا واصلت روسيا جني المليارات من صادراتها النفطية بالاستعانة بأسطول الظل. .
يتألف هذا الأسطول من ناقلات نفط متهالكة وصدئة ومهترئة وقديمة. غير خاضعة لعمليات التفتيش، ولديها تأمين مشكوك فيه، وتحوم حول ملكيتها الشبهات، ومسجلة في بلدان ذات لوائح متساهلة. يقدر تعدادها بنحو 600 سفينة، على الرغم من أن بعض التقديرات أعلى من ذلك بكثير. يثير هذا الأسطول قلقا متزايدا ليس فقط بسبب الإيرادات التي تجلبها شحنات النفط إلى موسكو، وانما بسبب طبيعة السفن نفسها. .
يقول (Erik Broekhuizen)، رئيس أبحاث الناقلات في شركة Poten & Partners، وهي شركة استشارات في مجال النفط والغاز. يقول: ان معظم الناقلات تبدو اكبر بكثير من أعمارها الافتراضية، فهي غير خاضعة للصيانة الدورية، تقودها طواقم غير مؤهلة. .
وبالتالي فإن هذا الأسطول يشكل تهديداً خطيراً للسواحل الدنماركية. وينذر بحوادث بيئية باتت وشيكة الوقوع. مثال على ذلك: حادث التصادم الذي وقع هذا العام في الثاني من مارس / آذار للناقلة (Andromeda Star) التي كانت تدور حول الطرف الشمالي للدنمارك، حيث اصطدمت بسفينة أخرى. ولحسن الحظ، كانت الناقلة فارغة وقتذاك، علما ان حمولتها تبلغ 700 ألف برميل، لكنها كانت في طريقها إلى روسيا لشحن النفط من هناك. ولو كانت في طريق عودتها، وكانت خزاناتها مليئة بالنفط الخام، لتسببت بحادث بحري مروّع. .
مما لا ريب فيه إن اعتماد المجتمع الدولي على النفط هو السبب الرئيس وراء العقوبات الغامضة. فمهدت الطريق لظهور أسطول الظل الذي يغذي روسيا ويدعم اقتصادها. .
تتزود سفن هذا الأسطول بالوقود والمؤن من سفينة روسية محصنة، تحمل أسم (Zircone) تعمل كمحطة عائمة، وتقف على مسافة بعيدة من سواحل جزيرة جوتلاند السويدية. .
وهنا لابد من طرح التساؤلات التالية:
- هل تفكر الولايات المتحدة بمنع تحركات الناقلات التابعة لأسطول الظل بغية إنهاء الحرب الاوكرانية ؟. .
- وهل ستكون نهاية هذه المشكلة بمنع مرور الناقلات الصدئة والمراوغة بأعداد كبيرة عبر الممرات الملاحية الدنماركية ؟. .
الحقيقة ان الإجابة على هذه التساؤلات تبقى مؤجلة بانتظار ما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية، وربما لها علاقة بحركة السفن الأوروبية عبر مضيق باب المندب. . وبالتالي فان قرار منع تحركات أسطول الظل قد يتسبب بتعطيل الملاحة في أماكن اخرى من العالم، فقد تعددت الجبهات، وتقاطعت المصالح الدولية. .