هنيئا لهنية
بقلم : سعد الزبيدي ..
ماأسرع اللحاق بالأهل أبناء وأحفادا، وكأنهم ينادونه بأعلى أصواتهم :- أسرع فنحن الإنتظار.
فأنت الشهيد، وابنك الشهيد، وحفيدك الشهيد حلقت بعيدا تعانق النجوم، وتكتب اسمك في سجل الخالدين.
هكذا تسامت روحه الطاهرة لتعانق السابقين وتقول :- الخزي، والعار لكل الجبناء والمتخاذلين والخائنين.
أرادت حكومة الكيان الغاشم المحتل أن تستر عورتها التي أنكشفت وهزيمتها في طوفان الأقصى، وكسر هيبتها أمام صمود المقاومين الأبطال، فلجأت إلى اغتيال أشجع الشجعان، وبطل الأبطال، واستهدفته بصاروخ في مقر أقامته في طهران، وكان قد حل عليها ضيفا قبل بضع ساعات، وهذا لم يحدث اعتباطا لولا عملية رصد دقيقة بأقمار صناعية لتحركاته أو لخرق أمني كبير بمساعدة جواسيس دلوهم على مكان تواجده وكلنا يعلم مدى اهتمام الحكومة الإيرانية بمدى سرية تحركات الشهيد رضوان عليه.
كل الدلائل تشير أن ضربة كهذه لم تأت من خارج الجمهورية بل هي عملية نفذت من داخل إيران لأن صوت الانفجار سمع في مناطق شاسعة في إيران، ولو كان صاروخ بالستيا لكانت رصدته أجهزة الرصد في الجمهورية مما يؤكد ضلوع جواسيس وخونة في هذا الاغتيال الذي استهدف قائد حماس .
كثيرة هي الاغتيالات التي نفذها الكيان الصهيوني، ولكن هذا الاغتيال يختلف جذريا عن سابقيه لأن الكيان استهدف قيادي له رمزية عالية واحترام شديد من قبل كل الفلسطينين والعرب والمسلمين جميعا الشرفاء على هذا الكوكب متواجد على أرض الجمهورية، كضيف. الحرب الآن أصبحت مفتوحة، وكل الاحتمالات واردة للرد من الجمهورية الإسلامية ومن حزب الله ومن فصائل المقاومة في العراق ومن الحوثيين وكل هذه الفصائل تلقلت ضربات دقيقة يوم أمس ولعل الكيان الصهيوني يرسل رسائلا يريد أن يقول فيها :-لا نريد حربا شاملة، ولكننا إذا اضظررنا سنصل إلى قادتكم ،ولن يمنعنا شيء من ذلك. الضربة موجعة، وقاسية، ولكني أرى أن الرد سيكون مزلزلا وكارثيا على إسرائيل، فرئيسها الذي لا يؤمن بحل الدولتين، ويرفع شعار إبادة الشعب الفلسطيني بالكامل قربت نهايته، فقد أراد أن يقنع مناوئيه وكل المعترضين على حكمه أن يقدم لهم هدية ويثبت له كفاءته بأدارته الحرب التي لم يحقق فيها انتصارا يذكر بالرغم من مرور تسعة أشهر.
أن قتل ضيف وحليف، ونصير، ورمز من رموز حماس ستكون عواقبه وخيمة على المعتدي لأن الفعل لايرتكبه إلا الجبناء.
مقاومة الابطال في فلسطين المحتلة ستستمر، فتلك المقاومة البطلة لن تبنى، ولن تدار من شخص واحد، وإذا هوى نجم، فما أكثر النجوم في سماء فلسطين. أرى ضربات موجعة ستوجهها الجمورية الإسلامية في وقت لن تبقي هدفا عسكريا، ولا مصنعا، ولا شيئا مما يمت للبنية التحتية للكيان الصهيوني إلا تستهدفه فقد آن الآوان ودق ناقوس الخطر بالنسبة للجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة ومثلما تلقت ضربة موجعة سترد الصاع صاعين والصفعة صفعتين فلا تهدئة ولا مفاوضات بعد اليوم ولن تهدأ ثورة الغضب حتى تقتص من النتن ياهو ومن سار على خطاه.
في ظل الترهل الواضح في الإدارة الأمريكية الحالية وحالة التشتت والتخبط الذي تعيش الأوساط السياسية فأن ردة الفعل ستكون أقوى مما نظن ولا أعتقد أن اي رئيس للولايات المتحدة الأمريكية سيجازف للانخرط في حرب لا ناقة فيها ولا جمل الأوساط الشعبية ناقمة على الإدارة الأمريكية الحالية بسبب دعمهم للكيان الصهيوني وحرب الابادة الشاملة التي يشنها هذا الكيان والداخل الأمريكي منزعج من سياسة زج أمريكا في حروب خارجية تستهلك قدراتها .
ستستمر الاغتيالات وتستمر الحرب، ولن تثنوا أبطال المقاومة عن الاستمرار في مقوماتهم، فهم على الأثر منذ أن سقط الحسين عليه السلام شهيدا وكل المظلومين ينادون :- كل أرض كربلاء، وكل يوم من أيام الجهاد عاشوراء شهيد يسلم الراية الشهيد، ولسان حالهم يقول :- القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. فهينئا لهنية هذه النهاية التي تسر الصديق وتغيض العدا.