من حقنا إن نفخر بالقضاء العراقي ؟
بقلم : سمير السعد ..
من الاقوال المأثورة – العَدْلُ فِي نَفْسِ القَاضِي ولَيْسَ فِي نَصِّ القَانُون
ومنْ رَوائعِ أَديبِ العربيَّةِ الكبيرِ مُصطفَى صادِق الرَّافِعي رحمه اللهُ قَوْلُه: «مَا فَائِدَةُ الْعَدْل فِيمَا يُسَمَّى القَانُونُ، إِذَا نَحْنُ لَمْ نَأْمَن الْمَيْلَ الشَّخْصِيَّ فِيمَنْ يُسَمَّى القَاضِي».
نَعَمْ، فحياةُ الأُممِ وبقاؤُها ونماؤُها مرهونٌ باستقرارِ العدالةِ فيها, القاضِي المسْتَقِلُّ النَّزِيهُ لا يَنْتَظِرُ مدْحًا ولا يخشَى ذَمًّا.
في جسد القضاء العراقي شخصيات قضائية لا يمكن إن توصف غير أنها عمود أساس من أعمدة القضاء العادل في العراق حيث حفل تاريخ العراق الحديث بأمثلة عظيمة كان لها السبق في تأطير مسيرة الدولة العراقية بالرغم من وجود أنظمة دكتاتورية إستهدفت روح القضاء وحاولت تشويهه من خلال تمكين بعض الشخصيات بوصفها الفصل بين الناس وفي مواجهة الشعب وقواه الوطنية غير ان القضاة العراقيين سرعان ماأعادوا للقضاء مكانته وجعلوه السلطة التي تعمل على إحداث التوازن في ادارة مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وقد تجلى ذلك في تطور المؤسسة القضائية بعد العام ٢٠٠٣ ووصلوها الى المستوى الكامل من الأهلية حتى صار للقضاء العراقي الدور الأول في منع التجاوز على القانون وبناء المؤسسات القانونية وتخريج دفعات من المحققين القضائيين والقضاة والمعاونين القضائيين وكان للقاضي فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى الدور الابرز في تحديد ملامح العمل القضائي وبدأ المواطنون العاديون يتحدثون عن أهمية القضاء ودوره وقدرته التي تتجلى يوما بعد آخر.
ومن عناوين القدرة والأهلية والإحترام القاضي “خالد طه المشهداني ” رئيس محكمة استئناف الكرخ, الذي أرتقى بآداب القضاء خلال توليه مهامه ما قبل 2003 ومابعدها بشكل يرتقي لوصفه القاضي العادل.. لسان الحق والحقيقة.
حين يَعْدِلُ القاضي، وحين تكونُ هَيْئَةُ المحكمةِ التي تَنْظرُ القضيةَ هيئةً عادلةً؛ لا يَيْأَسُ الضَّعيفُ من الوُصولِ إلى حقِّه، ولا يطْمَعُ المتسلِّطُ أو الماكرُ المخادعُ في سلْبِ حقوقِ الناس، وهذا ما يشهد له القاصي والداني من أداء في دائرة مهام (محاكم استئناف الكرخ) تحت أدارة القاضي العادل حيث شهدت تغيير نموذجي في الاجراءات والتعامل العادل في هذه المؤسسة القضائية لا يمكن إن تُنكر , بل أصبحت أيقونة قضائية في زمننا الان.
مِنْ شمائل وأخلاقه أنه ينتصر للمظْلومين والمُسْتَضْعَفِين, وبابه مشرع مفتوح للجميع.
﴿وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ