من الدوحة حتى دبي .. الصحافة الورقية موت تقني !
بقلم : حسين الذكر ..
في ظل الزخ الغارق للفضاء الالكتروني ومع عصر القرية ومعجزة العقل البشري .. واتساع رقع المعنى الإعلامي دعونا نعرف بعض المصطلحات بطريقة إعلامية .. خالية من التطنيب والتهويل : –
العولمة : إمكانية تحسس العالم كله والتفكير في مستقبل واحد واعد .
الشوسل ميديا : شبكة اتصال احدث تمتلك قدرة سد حاجات الانسان في عصر العولمة .
الاعلام : عقل قيادي لحسن تدبر وتوظيف الوسائل الخاصة بالراي العام ومواكبتها لمقتضيات القرية العصرية .
قبل عشرة سنوات تحديدا دعيت لالقاء محاضرة لمجموعة من الزملاء والمختصين بالصحافة كان المحور الصحافة الورقية .. وقد قلنا حينها ان الزمن قد تغير وتطوراته تفرض التغيير بالاليات والأساليب لمواكبة روح العصر .. مع التشديد على ان الوعي الصحفي او الرسالة التوظيفية – ولا اقصد الخبرية – ستبقى حية قائمة فاعلة لا تنحصر بوسيلة معينة بل لها قدرة التكيف والانطلاق لتعم الفضاء ولمختلف الاتجاهات .
لم تكن تلك نبؤة .. فقد سبقنا فيها الاخرون وان كان لكل بيئة رؤيتها وتعاطيها وسياساتها الا ان الواقع السوشل ميديوي فرض نفسه بقوة .. حتى أصبحت الصحافة الورقية في خبر كان ولم يعد منها الا الهوية الرمزية وما تبقى فهو جزء من الأرشيف والمتاحف الصحفية .. هنا لا نجتر التشاؤم ولا نريد التهويل .. بقدر ما نعده جزء من ديدين وسنن الحياة ومقتضيات الحضارة .
قبل أيام اتصل بي الزميل العزيز زيد السربل من الكويت الشقيقة داعيا للكتابة وابداء الراي والاقتراح ضمن مشروع الشبكة العربية للإبداع والتميز كمبادرة عربية سيتم تدشينها في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة كجزء من التعاطي والتمكن والسيطرة والتوظيف في ظل ثورة التقنيات والتكنولوجيا المعلوماتيه الحديثة وعالم اليوم الرقمي بما يتناسب مع الروح العربية .
مطلع عام 2024 وعلى هامش بطولة خليجي الدوحة 2023 وجه لي الأستاذ سعد الرميحي الدعوة لحضور احدى امسيات المركز القطري للصحافة بمناسبة بطولة اسيا والإفادة من تجمع الاعلام والصحافة وقد كان محور الحديث فضلا عن التعارف والضيافة والكرم العربي الخوض في إمكانية توظيف الطاقات العربية وصبها باتجاه افضل مما هي عليه وبما يتناسب مع تقنيات عصر العولمة . وقد تحدث الزملاء كل حسب رأيه من مختلف الدول العربية وقد أتيح لي القدر الجميل ان ادلوا بدلوي بكلمات موجزة قلت فيها : ( ان الصحافة الورقية ولدت بتقنيات وماتت بتقنيات ولا يمكن احياؤها في ظل طرق التفكير والاليات السائدة .. الا ان مثل هذه التجمعات العربية يمكن استثمارها وتوظيفها وتوجيها للإفادة من الخبرات التي يتمتعون بها لتوظيف العقل الإعلامي – الحي الذي لا يموت – بشكل افضل لخدمة قضايا الامة ).
تباشير .. مشروع الشبكة العربية للابداع والتميز في الامارات العربية خطوة جيدة بالاتجاه الصحيح ونعتقد جازمين انها تمثل صرخة في ظلامات نفق النحيب على الورق .. واذا ما تم البحث والحديث والتحديث … بسبل المحور الصحفي والإعلامي الإبداعي المتخصص فننا سنسير بهدى العقل العولمي بما يحمل من نتاج لم نستفد حتى الان من مخاض رحمه بعد ..