اكاذيب نسجها المراسلون
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لم أر معركة يتفق فيها القاتل والمقتول، والغالب والمغلوب. ولا احد يعلم حتى الآن من هو الذي وافق على تسليم سوريا وتقطيع أوصالها ؟. ولماذا وقع الاستسلام الذليل في مرحلة حرجة من عمر الامة ؟. ومع ذلك سوف تستمر أبواق التضليل في طرح رواياتها المتعجلة عن سجون النظام السوري، والتي لا تختلف أبدا عن مآسي معظم السجون لدى بعض الأنظمة العربية. سبق لهذه الأبواق ان تحدثت كثيرا عن وحشية الأنظمة المستبدة هنا وهناك بأساليب تعمدت فيها إخفاء ظلمات السراديب والأقبية في سجون القوى الدولية الشريرة، أو ربما لإلهاء الناس حتى لا يكتشفوا حقيقة ما يجري وراء الكواليس. .
فقد تعرضت مراسلة قناة mtv اللبنانية (نوال برّي) لموقف محرج بعدما نقلت باكية معلومات مغلوطة عن رجل اعتقدت أنّه أحد المُحررين اللبنانيين من سجن صيدنايا، ليتببّن بعد التدقيق بالهوية أنّه لبناني جاء بزيارة إلى سوريا بهدف العلاج، وذلك نظراً لغلاء أسعار الاستشفاء في بيروت. .
ونقلت لنا الفضائيات لقطات لامرأة من مواليد 1984 كانت تبكي بحرقة على زوجها المُعتقل منذ عام 1974، أي ان الأمن السوري اعتقله قبل ولادتها بنحو عشرة أعوام. .
وما إلى ذلك من الحكايات التي تتقاطع فيها احداثيات الزمان والمكان. نذكر منها:-
- الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر عشر سنوات، ويبحث عن والده الذي اختفى منذ 14 عاماً. .
- الرجل الذي يبحث عن ابنه المختفي منذ سنوات، في حين أن الرجل ليس لديه أبناء أصلاً. .
- الأخ الذي يجد أخاه في السجن ويلتقيه بعد عشر سنوات، ثم يتضح أنه ليس أخاه، بل شاب أردني مدان بجريمة قتل. .
- حكاية الرجل الذي زعم انه من اسرة البطاينة الأردنية، ثم أظهرت فحوصات الحمض النووي انه لا ينتمي اليهم. .
حكايات ورويات وافلام هندية متناقضة. يتزوج فيها الرجل قبل أن يولد، ويختفي اولاده وهو غير متزوج، أو مات وعاد للحياة من جديد. .
نحن ندرك تماما حجم الظلم والإضطهاد والتعسف، وندرك بشاعة التعذيب والأدوات القمعية التي تبناها النظام السوري من اجل انتزاع الاعترافات من المعتقلين. لكننا نتطلع إلى سماع الحقائق، وتدقيق الوثائق والتقارير الكيدية، والبحث عن العملاء السريين الذين استعان بهم النظام السابق في الإطاحة بالمواطنين. ونأمل ان لا يلجأ النظام الجديد إلى الأساليب نفسها في التعامل مع الشعب المغلوب على امره. . .
قالوا للمنافق: بالأمس رأيناك تمدح الرئيس وتقبل يده، واليوم نراك تمدح الرئيس الجديد الذي انقلب عليه وتقبل يده ايضاً، فما الذي غير موقفك ؟. اجاب مستغرباً من السؤال: (أنا لم أتغيّر، الرئيس هو الذي تغير). .