ترامب افندي: أشقى أشقياء الأرض
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
انتهى عصر الأشقياء والمستهترين منذ زمن بعيد، وحلت محلهم القوى الظلامية الغاشمة التي لا تعترف بالقوانين، ولا تلتزم بالمعاهدات، ولا تعبء بمجلس الامن ولا بالجمعية العمومية، وترفض تنفيذ قرارات المحكمة الدولية، ولا علاقة لها بالشرائع والأعراف والدساتير. .
قوة جبارة تمتلك اكثر من 800 قاعدة حربية في أكثر من 150 دولة. يقودها الآن أشقى اشقياء الارض في العصر الحديث. فما ان استلم مهام عمله الرئاسي للمرة الثانية حتى أطلق العنان لأطماعه التوسعية، فجاءت الدفعة الاولى بالصيغة التالية:
- على الدنمارك أن تتنازل عنوة عن غرينلاند، وإن لم تستجب فسوف انتزعها بالقوة. .
- سوف تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين سواء رضخ الكنديون أم رفضوا. .
- سوف انتزع ملكية قناة بنما من دولتها الأم شاء شعبها أم أبى. .
- يتعين على السعودية استثمار تريلون دولار في أمريكا وبلا تردد. .
- لابد من تهجير اهل غزة من موطنهم الأصلي وإرغامهم على العيش في براري الأردن وصحاري مصر. .
- سوف اسمح لاسرائيل بالتمدد والتوسع وامتلاك القوة الضاربة. .
- على دول الناتو زيادة الانفاق العسكري بنحو 2% من ناتجها القومي. .
- سوف افرض عقوبات مالية واقتصادية هائلة على كولومبيا. .
- يتعين على منظمة اوبك رفع معدلات إنتاجها النفطي من أجل إضعاف روسيا. .
- يتعين على المانيا واليابان دفع المليارات مقابل إبقاء قواتنا فوق اراضيها. .
- يتعين على الصين زيادة وارداتها من الولايات المتحدة. .
وهنا لابد من تذكير القارئ الكريم بتنبؤات عالم الاجتماع الفرنسي إيمانويل تود (Emmanuel Todd)، الذي كان أول من تنبأ بانهيار الاتحاد السوفيتي في وقت مبكر من حقبة السبعينات. ثم تنبأ عام 2001 بقرب انهيار النظام الأمريكي. جاءت تنبؤاته الأخيرة في كتابه الموسوم: (The Breakdown of the American Order). فسر في هذا الكتاب تداعيات الاستهتار الاميركي لإقامة امبراطورية عسكرية وسياسية تتسيد العالم، مبينا أنها دليل ضعف لا قوة. بمعنى آخر ان الولايات الأمريكية نفسها تحولت إلى شركة متهورة متخصصة بإنتاج الأزمات والمشاكل وإطلاق التهديدات الغبية التي سوف تعود عليها بخسائر فادحة، وربما تقلب عليها الطاولة. .
ولابد ان نتذكر هنا كلمة (ستالين) التي اطلقها عام 1949 بعد نجاح الاتحاد السوفييتي بتفجير القنبلة النووية، حين قال: (لو تأخرنا أكثر من عام أو عامين لسقطت القنبلة النووية الأمريكية فوق رؤوسنا في موسكو). .
كلمة أخيرة: لا يمكن مواجهة القوة إلا بالقوة. . انها القوة. ولا بارك الله في الذل والضعف والخنوع والتخاذل. .