عرب الاهواز وعرب الأهوار
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هذه نكتة اخرى من نكات التصنيفات الانتقائية المبنية على أنظمة المعايير الاعلامية المزدوجة. فالإعلام العربي (ومعه العراقي) يتعامل مع عرب الاهواز بطريقة تختلف تماما عن معاملته لعرب الأهوار وعرب البصرة. على الرغم من ان الطرفين من نسيج واحد وفرع واحد وقبيلة واحدة وعشيرة واحدة، وتجمعهما روابط كثيرة مشتركة. .
فأهوار الدورق والفلاحية تتبع إداريا إلى الأهواز، وأهوار جنوب العراق تتبع إداريا إلى المحافظات العراقية الجنوبية. هؤلاء يسكنون على الضفة الشرقية من شط العرب وهؤلاء يسكنون على الضفة الغربية من الشط نفسه وبين دجلة والفرات. .
وهؤلاء يقيمون في الركن الشمالي الشرقي من حوض الخليج العربي، وهؤلاء يقيمون في الركن الشمالي الغربي من حوض الخليج نفسه. .
لكن الإعلام العربي (ومعه العراقي طبعا) ينظر إلى عرب الاهواز على انهم عرب أقحاح من ظهر عدنان وشقيقه قحطان، بينما يشككون بأصولنا نحن في البصرة، وهذا ما دأبت عليه قناة (الشرقية) في حملاتها المسمومة ضد عرب المدن الجنوبية في عموم العراق. .
حقيقة الأمر هنالك عدة جبهات سياسية لها غايات واهداف مكشوفة ومعروفة. .
مثال على ذلك: ان الذين يدعمون ورقة الاهواز كورقة ضاغطة ضد ايران، هم انفسهم الذين يتهجمون على عرب جنوب العراق بقصد تهميشهم والتقليل من شأنهم، وحتى لا يشطح بكم التفكير بعيدا لابد ان تعلموا ان هذا التصنيف ليس طائفيا 100%، والدليل على ذلك ان العداء لمدن جنوب العراق (بصرة – عمارة – ناصرية) تشترك فيه الطوائف كلها (من الفرقتين) ولكن بدوافع سياسية ومناطقية بحتة وليست طائفية مطلقة. .
اذكر انه في العام الذي نشرت فيه قناة الشرقية برنامجها (أطراف الحديث) الذي استضافت فيه الدكتور بهنام ابو الصوف للطعن بعروبة سكان حافات المياه الجنوبية، كانت لرئيس هيئة الحج الأسبق (الشيخ خالد العطية) لقاءات متلفزة يزعم فيها خلو المدن الجنوبية من اصحاب المواهب والكفاءات. .
حقيقة الأمر نحن امام توأم متماثل من أبوين عربيين، لكنهم احتضنوا الاول واستبعدوا الثاني، ذلك لأن الأبواق الإعلامية فقدت توازنها، وفقدت بصرها وبصيرتها. ولم تعد تعرف الخطأ من الصواب. . .
توضيح: أول من ذكر (الاهواز) باسم: (الأحواز) هو المؤرخ العراقي (علي نعمة الحلو) عام 1970 في كتابه الموسوم: (الأحواز قبائلها وأسرها). وهذا الكتاب من منشورات مطبعة الغري بمدينة النجف العراقية. .