” قَصْ العُشْب ” والوهم الفكري لتنظيم الدولة !؟
دراسة وتحليل لاستراتيجية تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” القادمة ..
الجزء الاول …
بقلم : عمر الناصر ..
الاستمرار بمكافحة الارهاب او مانستطيع وصفه بسياسة “قَصْ العُشّبْ” واحدة من اهم ثلاث استراتيجيات رسمها معهد الدفاع الوطني للبحوث “ National defensere research institute “ الذي يطلق عليه ” RANK “ في موضوعة التغلب ومكافحة الارهاب، بعد ان اصبحت الاشارات واضحة لبدأ تنظيم الدولة ” داعش ” لاتباع أسلوب عمليات مختلف لأستقطاب عناصر مؤثرة من الموجودين في ١٥ ولاية حسب تقسيمه ، في ولايات الشام والعراق وولايات افريقيا والقوقاز وخراسان ، والاخيرة تعد هي المسؤولة عن العمليات الخارجية التي تغذي الولايات الرئيسية في ” العراق وسوريا “بالمقاتلين والافكار وتأهيلهم ربما لمخطط اعادة سيناريو ” كسر اسوار السجون ” واخراج ابرز مقاتليهم واشرسهم ، لنقلهم الى مرحلة التحضير والاعداد والتعبئة والتهيئة النفسية وجمع الاسلحة قبل الانتقال الى الجهوزية التامة وانتقاء الادوات المطلوبة لضرب الاهداف النوعية التي تتناسب مع مستوى طبيعة وحجم الموارد الموجودة لديهم ، سيما ان التنظيم يترقب ويتحين فرصة اشتداد الصراع الداخلي بين “حكومات سوريا الثلاث ” وتصاعد الخلافات في الشمال والشمال الشرقي والمركز ،ومراقبته لتحركات تركيا تجاه خطر “قسد” الذراع الضاربة لحزب العمال الكوردستاني PKK ، للانقضاض على عدوه واستثمار الفرصة لتوسيع مناطق النفوذ وسيطرته خارج حدود البادية السورية ، لكون البيئة الديموغرافية هناك مناسبة جداً لقدح شرار الحرب الاهلية كونه يُعوّل على تقاطع المصالح الدولية ، على اعتبار ان التوتر والاحتقان الطائفي لا يكون وليد لحظة ولا بضغطة زر، بل يحتاج لعملية انضاج “لسياسة التدرج” لتخصيب الافكار الراديكالية وبرمجة العقول بما يتناسب مع طبيعة الحدث وحجم مساحة التأثير العقائدي، بوجود بروباغندا اعلامية ناعمة تعد من اهم ادوات واسرار تمدد التنظيم داخل البيئات الرخوة ، التي لديها حنق وسخط على الحكومات التي لم تستطع احتوائهم بشكل واقعي .
تعد الاناشيد الحماسية والاصوات الجهورية واللغة العربية الفصحى اهم ثلاث مقومات تساهم وتديم الزخم والتأثير الاعلامي التي يستخدمها التنظيم في الاستقطاب الميداني الداخلي والتجنيد الالكتروني للعناصر الخارجية الموجودة داخل المجتمعات والدول المتعددة الاعراق والاثنيات والقوميات الغير العربية، كونها وسيلة مناسبة تستند إليها جميع الايدلوجيات والجماعات الراديكالية المتطرفة للولوج الى استراتيجية النمو والتمدد والانتشار مع توفر العناصر والعوامل العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مجتمعةً، واذا رجعنا الى الاحداث الموجودة بمنطقة واحدة في سوريا على سبيل الحصر ، وتحديداً في محافظة “دير الزور” أو قاطع الخير التابع لداعش في “ولاية الشام” ، سنرى بأن الصراع فيها مكثف بينه وأعدائه في هذا المنطقة شديدة التقلب، مما يشير الى ان خطورة التنظيم هناك اكبر بكثير من التشويش والتهويل والبروباغندا الاعلامية للخطر والحرب النفسية الذي يستخدمها في العراق، بل ان عناصره هناك انحسرت امكانياتهم ولم تعد لديهم القدرة على التخفي وحرية الحركة والتنظير كما كانت عليه بين عام ٢٠١٠ وعام ٢٠١٦ ، سيما بعد ان تمت عملية إسقاط الهيكل العام لما يُعرف بـ (هيئة فكاك الأسرى) التابعة لتنظيم داعش داخل السجون قبل يومين من قبل جهاز امن الحشد الشعبي .
يتبع /
خارج النص / داعش يراهن على كسر السجون لان فيها قياداته البارزة من الخط الاول وقوته المستقبلية الضاربة .