اساطير خليجي .. مهرجان النباهة والخطورة والتمحيص !
بقلم : حسين الذكر ..
بالوقت الذي تبحث المنتخبات عن أجواء هادئة مستقرة بعيدة عن التطاحن والتشاغب والتنابز والتلاقب حد التشرذم .. سيما تلك المنتخبات التي تسعى لتحقيق الفوز في مبارياتها من اجل بلوغ اهداف كبرى في اجندة ادارتها وحكوماتها .. فان بعض الفقرات تمرر بعنوان رياضي لكنها تُحبك بطريقة لا بد لها ان تخلق بلبلة وتحرك مشهد يبلغ حد الفتنة – بصورة مباشرة او غير مباشرة .. بنوايا بريئة او قصدية مسيسة – مما يدخل الأوساط والجماهير والاعلام والمسؤولين واشغالهم عن ملفاتهم اليومية بملف مصطنع ينبيء بتداعيات خطرة على الراي العام والوسط .
مررت قضية ما يسمى – ببطولة الاساطير الخليجية – وهو مصطلح لأول مرة نسمعه في العراق منذ 1976 حتى الان ولم تقدح فكرته الا هذه السنة وبتوقيت يمر فيه منتخبنا بظروف صعبة لطالما تدخل في دعمها ومتابعتها وحلحلتها دولة رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني لما للملف من أهمية خاصة للعراقيين .. وكما هو متوقع وسائد ومعتاد فان أي ملف يطرح في العراق حاليا لا بد ان تتدخل فيه جهات واطراف وشخصيات متعددة متنوعة حتى تخرجه من الغرض الذي انشيء من اجله ..
الأسطورة – في المتعارف الكروي – ذلك اللاعب المهاري والنجم المعروف الذي لعب للمنتخبات الوطنية سنوات طويلة وحقق بطولات وانجازات والقاب متعددة يجعلهم وفقا للتعريف يعدون بالاسماء ولا نحتاج الى كثير من العناء لتسميتهم .. الا ان للعراق استثنائية معينة .. لتخلخل مركزية الدولة وعدم تمكن الحكومة فرض ارادتها على الجميع لاسباب عديدة ليست محل الشرح ولا القصد .. فان المعايير عندنا معقدة عصية التحديد وهذا سبب رئيس لتدمير الهدف الأساس والمقدس الذي شرع من اجله قانون منح الرواد والابطال الذي عد منجز وخطوة متقدمة بتاريخ العراق في التعاطي مع الرياضة ومنجزيها وروادها الا ان الحشرية والتوسعية والانتهازية والتفسيرية … افسدت وشوهت الكثير من فضائله .
أخيرا .. أعلنت دولة الكويت الشقيقة انها ستقيم بطولة بعنوان اساطير الخليج التي تعني نجوم بطولات الخليج وصناع مجدها من الدول المنتخبات بعنوان مترهل ومعيار مهلهل – عراقيا – صعب التحديد والتميز .. مما يتيح الحق لجميع اللاعبين في بطولاتها منذ عقود الرغبة بتمثيل منتخباتهم .. بحق مكفول مشروع .. وعلى الاتحاد ان يضع النجومية والتاثير في الإنجاز الخليجي معيارا اهم لاختيارات المدرب السيد حكيم شاكر .. لانها بطولة استعراضية مهرجانية اعلامية .. لا فنون ولا لياقة ولا مهارات ولا تنافس فيها .. بكل احوالها رمزية بحتة فضلا عن خطورة تاريخها وعنوانها الذي ستقام فيه اذا يراه الاخوة الكويتيون يوم نصر وتحرير وهذا حقهم .. فيما يراه العراقيون يوم تدمير العراق شعبا وجيشا ودولة وما زلنا نان الى الان من ويلاته .. مما يجعله تاريخ ذوو حساسية مفرطة لمشاعر وتاريخ الشعبين العزيزين العراقي والكويتي واهمية التعاطي بعناية فائقة دون الخوض بتفاصيل ابعد مما تعنيه كرة القدم وتكريم النجوم والاساطير المفترضة خليجيا ! والله ومن وراء القصد وهو ولي التوفيق ..!