كرة القدم .. عباقرة السر وبهلوانية العلن !
بقلم : حسين الذكر ..
في تتبع تدرج لعبة كرة القدم عالميا سنجد انطلقت منتصف القرن التاسع عشر في اوربا عامة وبريطانيا خاصة واخذت شكلها الرسمي المعتاد وروجت وانتشرت في بقية البقاع مع بدايات القرن العشرين .. وقد تحدث بعض العارفين بالشؤون الاجتماعية والفلسفية وعمق الاحداث بان الدافع الأساس لاكتشاف اللعبة هو الهاء واشغال اكبر عدد ممكن من ملايين العمال العاطلين الذين استغنت عنهم المعامل والمصانع بعد اكتشاف الالة البخارية حتى تشكلت منهم طوابير البطانة والعطالة والبطالة مما شكل ازمة وتهديد على الامن وسلامة أصحاب رؤوس الأموال مفترض الاستقرار كي ينمو ويتضخم بلا ضجيج ورقيب ..
بعد لم الشتات الكروي في العالم وتشريعه وتمكينه ودعمه في بقية البلدان تم تأسيس الاتحادات والمنظمات والمؤسسات الاهلية والقارية والدولية كراعية لتطوير اللعبة وتعميمها والمساهمة في صناعة إخراجها ( الهتشكوكي ) للتاثر بالراي العام بكل شيء بصورة تجعل معتنقها يقدمها حتى على نفسه ومتطلباته الروحية والمادية لدرجة ان بعضهم يتحمل قساوة ضغوطات الحياة دون ماء وكهرباء فيما لا يصبر على غياب كرة قدم . حتى صيروا اللعبة كانها فلسفة او عقيدة تتلبس الانسان وتنسف واقعه اذ لا يرى من العالم الا ما يشغفه على شاشة المستطيل الأخضر .
هكذا تسيدت الكرة عرش العالم وأصبحت اللعبة الأشهر شعبية ثم هيمنت على مقدرات سائل الاعلام التي وظفت لخدمتها وتحقيق أهدافها الابعد من تسجيل الأهداف وما وراء .. وراء ( مسي ) ..
لتغدو وتحال اللعبة الى هوية وثقافة وسياحة ثم تجارة تدر اكثر مما يدره النفط الأسود والأبيض ثم أداة دبلوماسية تحقق ما يعجز عنه خبراء وموظفو وزارة الخارجية كلهم .. وأخيرا وليس اخرا دخلت عهد الأسلحة الناعمة .. التي تضرب صواريخها كل القواعد وتصيب الأهداف بكل مكان وتحت اعين الجماهير وتشجيعهم المفرط حد الهوس وهم يدفعون اثمان الصاروخ ومنصات اطلاقه .
ان كرة القدم أصبحت اهم شيء واغلى من كل شيء على الكرة الأرضية للمهوسين فيها .. اما المؤسسين فلا تعني لهم الا الملفات التي ذكرناها ومحاولة الإفادة من كل ( حرف وفلس وهمس فيها ).. فعلى سبيل المثال لا الحصر كما – ازعم – لو افترضنا ان مسي ايقونة كرة القدم المسيطرة على مقدرات العالم الإعلامي والجماهيري في الربع الأول من قرن العولمة الجديد ( 2005-2025 ) .. سنجد ان اكثر من سبعين بالمائة من سكان الأرض يعرفون ويتابعون ويشغفون بمسي وبعضهم يتابع مبارياته ويقتني المنتجات التي تحمل صوره واسمه بمعزل عن البلد المنشيء والمحتوى وووووووو .. وكل ما يحمل الفكر الاستعماري مما نجهله .. فيما لا تعرف الشعوب المحبة للكرة – وبعض نخبها – الا الندر من صناع ملفاتها وماساتها وفلاسفتها ومفكريها وقادتها الحقيقين وليس المصنوعين ..
هكذا تسير وتوظف الملفات بهدوء تام .. وبعيد جدا جدا .. عن اعين مليارات المتابعين ممن ينظر لهم على انهم متلقون ومستهدفون في الضخ الكروي على مسرح المستطيل الاخضر بما زود من قوة إعلامية هائلة جعلته يغطي على اهم الاحداث العالمية .. وحروبها المستعرة في كل القارات وعبر المحيطات بمختلف الملفات بالنسبة لقادة دول الاستعمار الذين يعدون انفسهم مشتركين بحروب دائمة ابدية تتطلب التفكير والخوض بهدوء بعيدا عن تاثيرات الاخرين .. فيما بعض شعوب كرة القدم تغط هي وقيادتها ونخبها نائمة ثاملة حد السبات في حبائل ما يخطط ويستهدف من قبل الاخرين .