لمحات من بلاد وادي الرافدين
بحث ومتابعه الكاتبة سرى العبيدي ✍️♦️
أول تظاهره ضد الفاسدين بدأت من الناصريه
اول تظاهرة حدثت في التاريخ كانت في العراق عام ٢٣٥١ قبل الميلاد، حين ثار سكان مدينة لكش (قرب الرفاعي والشطرة حالياً) على حكومة الملك (لوكال أندا) بسبب انتشار الفساد والاستغلال الطبقي. وبعد صدامات وتضحيات كثيرة برز شخص من عامة الناس يدعى (أوركاجينا) قاد الثورة واستطاع ان يستلم السلطة، وسُرعانَ ما شَرَّعَ مجموعةً كاسحةً من القوانينِ التي تضمن حقوق الناس، وإصلاح الإدارة المدنية والاجتماعية والقضائية. حيث منع السلطات المدنية والدينية على حد سواء من الاستيلاء على الأراضي والسِلع، كما أقال العديد من المسؤولين الفاسدين، وصادر العقارات التي استولى عليها الحاكم المخلوع وأقال العديد من موظفي المحاكم، وطرَد الكَهنة المُرتَشين ومشرفي المعبد الذين تقاسموا عائِدات الضرائِب مع الحاكم. ووضعَ قيود على المبالغ التي يجمعُها الكهنة في الشعائر الدينية، واستطاع ان ينهي التسلط الطبقي وأستغلال المناصب الذي شاع بذلك الزمن، كما ألغى ديون العبوديّة وأعلن العفو العام لمواطني لكش، ولم ينسى تقديم الصدقات للفقراء والمسنين والايتام والارامل. وقد دُوّنَت اصلاحات (أوركاجينا) بعناية على المخاريط المعروفة ب (مخاريط الحرية) لتكون دستور للبلاد، وهي معروضة حاليا بمتحف اللوفر في باريس، وتعد اصلاحات (أوركاجينا) اليوم أقدم تشريعات عرفتها البشرية، كما ورد فيها لاول مرة في التاريخ كلمة الحرية، وهي كلمة (أماجي) حيث ورد هذا المصطلح للإشارة إلى تحرر الشخص من الدَين، (اي أنَّه أصبَح حُرّاً) حيث كان الملوك والكهنة يستخدمون المديونية عن الضرائب كوسيلة لاستعباد الناس.
ترجمة. ال. اللغة. الايطاليه والروسيه