سياسة واشنطن مع ايران _ من المواجهة الى المفاوضات
بقلم_الخبير عباس الزيدي ..
هناك تشابه كيير للسياسات الامريكية التي اتبعتها واشنطن مع الاتحاد السوفيتي السابق وسياستها الحالية مع ايران حيال الشرق الاوسط ومنها مايلي
اولاإستراتيجية الرد الواسع النطاق (الحرب الشاملة) وهذا ماكانت تواجهة به امريكا الاتحاد السوفيتي في خمسينيات القرن الماضي مع تفعيل نظام الاحلاف العسكرية كنقطة اسناد (مثل حلف بغداد والسينتو وغيرها) التي لاتخلوا من عملية تطويق واضحة للتصدي لحركات التحرر الوطنية • ومايحصل الان من تحالفات ضد ايران ومواجهة لفصائل المقاومة يكاد يكون قريبا لذلك ثانيااستراتيجية الرد المرن
في بداية الستينات اضطرت الولايات المتحدة الى اعادة النظر في النقاط الاساسية لاستراتيحية الرد الواسع النطاق من خلال
1_ مبداء الرد المرن
الذي يتيح لواشنطن التدرج في تطوير حالات النزاع (تغيير المواقف ) والانتقال من المفاوضات من موقع القوة الى الوصول الى مايسمى بالعتبة الحرجة والمواجهة النووية مع الاتحاد السوفيتي التي كانت غير مستبعدة انذاك هذا المبدأ هياء لواشنطن مدى اوسع في استخدام القوة العسكرية وقتما تشاء مع وسائل مواجهة اخرى سياسية و اقتصادية وايدلوجية دون الانزلاق الى اوضاع غير مسيطر عليها ولو أسقطنا ذلك على سياسة امريكا مع ايران أيضا لوجدناها متقاربة الى حد ما 2الحروب المحدودة •
من خلال الرد المرن استطاعت واشنطن تحويل مركز استخدام القوة الى المستوى الاقليمي باستخدام تكتيك الحروب المحدودة باستهداف الحركات الثورية المدعومة من السوفييت سابقا ومع ايران استخدمت ذات التكتيك في الحروب التي شنتها على ايران مثل حرب نظام صدام المدعوم امريكيا وايضا من خلال استهداف بعض الانظمة و حركات وفصائل المقاومة في المنطقة التي تحسب على محور المقاومة 3 مبدأ غوام •
اضيف هذا المبدأ المعروف بمبدأ نيكسون الى الاستجابة المرنة القاضي بتكثيف الجهود ضد حركات التحرر الوطني في البلدان ذات الانظمة العميلة لواشنطن وهذا ماحصل في اليمن بالضد من انصار الله والعراق ولبنان بالضد من حزب الله
4_ان تكتيك الاستجابة المرنة لم يستبعد اي استعداد لمختلف انواع المواجهة لكنه يتجنب الصدام ويضعف مواقع الخصم وحصل هذا للسوفيت باشعال الحرب في فيتنام جنوب لاوس وكمبوديا وعمليات القصف الامريكية التي طالت جمهورية فيتنام الديمقراطية وكذلك عندما عملت على تنشيط القوى العميلة لها في الهند الصينية وقد نفذت ذلك حرفيا على دول محور المقاومة وزادت على ذلك بدعم شريكتها اسرائيل بتوحيه ضربات خنجرية على ايران
5_عمليات التغيير التي طالت بعض الانظمة كما فعلت سابقا لتصفية النفوذ السوفيتي قد حصل تماما لتصفية النفوذ الايراني( سوريا مثالا) وفي الحالتين نجحت واشنطن في ضغط وزن هذا الوجود
ثالثااستراتيجية الرد العملي او التخويف عام 1971 •
وهي خلاف الرد الانعكاسي ويعتبرها صانع القرار الامريكي بانها مبادرة وفعالة سواء على مستوى المواجهة او على مستوى المفاوضات النشطة من موقع القوة فهي وضعت من أجل الرد على الأزمات الظاهرة او التي تظهر لغرض تفادي الحرب وهي بمثابة اجراء وقائي لعدم السماح بتطورات لاترغب فيها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط تنعكس على الساحة الدولية ( لايمكن لواشنطن المجازفة بفتح معركة او هجوم واسع النطاق على ايران لان ذلك يعني حرق منطقة الشرق الاوسط المتخمة بموارد الطاقة التي تقع وسط ثلاث قارات ومامن شك ان الحرب مع ايران يفتح احتمالات الحرب العالمية لذلك اتخذت واشنطن اسلوبا مخادعا لإضعاف ايران عبر اساليب ووسائل واضحة وراهنت على عامل الوقت دون ان يفلت العنان من يديها او تنزلق الاوضاع الى ما لا تحمد عقباه )
رابعا_ في الاهداف والنتائج
● الاتحاد السوفيتي سابقا
1_ تربع امريكا على راس نظام عالمي احادي القطبية
2_تفكيك الاتحاد السوفيتي وضرب المنظومة الاشتراكية في العالم
3_ وضع اسس التغيير في الشرق الاوسط
4_السيطرة الشاملة على المحيط الهندي
● ايران
لايوجد ادنى شك عند الولايات المتحدة الامريكية في سلمية البرنامج النووي الإيراني لكنها اتخذت ذلك ذريعة لتحقيق الأهداف التالية
1_القضاء على النظام السياسي او بالحد الادنى منح ايران دورا هامشيا في المنطقة
2_ القضاء على فصائل المقاومة وكل حركات التحرر الوطني في المنطقة
3_ تنفيذ صفقة القرن ومشروع الشرق الاوسط تكون الريادة فيه لاسرائيل الكبرى
4_ السيطرة على كل موارد الطاقة والاسواق والطرق البحرية
5_افشال كل المشاريع الاقتصادية المطروحة في العالم عبر المنطقة
6_ وهو الاهم _ الاستعداد وإكمال الاستحظارات للمواجهة العسكرية مع الصين
وتعتبر هذه النقطة من اهم الرسائل الامريكية المرسلة الى الصين من خلال مواجهتها مع ايران.