القتل تحت التعذيب في وكالة استخبارات الداخلية …
بقلم : أياد السماوي …
إلى .. رئاسة جمهورية العراق .. مجلس القضاء الأعلى .. مجلس النواب العراقي .. وزير داخلية العراق .. لجان ومنظمات حقوق الإنسان .. الرأي العام والشعب العراقي .. كافة المرجعيات الدينية في العراق .. ممثل الأمين العام للأمم المتحدّة في العراق ..
قال الله تعالى في كتابه الكريم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ .. صدق الله العلي العظيم ..
لم يكن لأحد منّا أن يتصوّر بعد زوال النظام الديكتاتوري أنّه سيعاد العمل في مبدأ القتل على التهمّة وعلى يد جلاوزة نظام البعث نفسه .. كما ولم يكن لأحد منّا أن يتصوّر عودة زمن الخوف والرعب من النظام وأجهزته البوليسية والقمعية , ويعاد سيناريو القتل تحت التعذيب وسوق الناس إلى السجون بناء على اعترافات مفبركة انتزعت من المتّهمين تحت التعذيب والتهديد باغتصاب الأعراض .. ولم يكن لأحد منّا أنّ يتصوّر أنّ رئيس الجمهورية وحامي الدستور سيصمت صمت أهل القبور وهو يعلم علم اليقين ما يجري في أقبية وزنازين استخبارات وزارة الداخلية من تعذيب وحشي وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وصلت حتى القتل تحت التعذيب .. كما ولم يكن لأحد منّا أن يتصوّر أنّ القضاء العراقي بقيادته الجديدة التي عوّلنا عليها كثيرا في تصحيح مسيرة القضاء العراقي , هو الآخر سيقف صامتا وعاجزا أمام انتهاكات وكالة استخبارات الداخلية بقيادة الفريق أحمد أبو رغيف , بل وانجراف القضاء في إصدار أحكام جائرة بحق متّهمين أنتزعت منهم اعترافات مفبركة تحت التعذيب والتهديد باغتصاب الأعراض .. كما ولم يكن لأحد منّا أن يتصوّر أنّ مجلس النواب العراقي هو الآخر سيصمت أمام ما يجري من فظائع وتعذيب وحشي في وكالة استخبارات الداخلية وكأنّ الأرض قد انشّقت وابتلعت النواب جميعا ولم يعد لهم وجود .. ناهيك عن صمت منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام عن هذه الجرائم البشعة وما يجري في زنانين أبو رغيف ..
أنّ الجريمة البشعة التي اقترفتها وكالة استخبارات أبو رغيف بقتلها تحت التعذيب الوحشي المتّهم ( نوري مطر مربط حمد ) , بتهمّة التوّرط في جريمة التفجير الإرهابي الذي ضرب سوق الوحيلات في مدينة الصدر هي جريمة يندى لها الجبين , خصوصا أنّ المعلومات المؤكدّة لدينا تؤكد أنّ المتهم ( نوري مطر ) قد تمّ اعتقاله من قبل وكالة استخبارات الداخلية قبل حدوث التفجير الإرهابي في سوق الوحيلات بعدّة أيام .. كما أنّ اعترافات المجموعة التي تمّ عرضها في وسائل الإعلام باعتبارهم منفذي تفجير سوق الوحيلات , هي اعترافات كاذبة ولا صحّة لها إطلاقا وقد انتزعت منهم تحت التعذيب , لتضليل الرأي العام والشعب العراقي أنّ وكالة استخبارات الداخلية قد ألقت القبض على المجموعة الإرهابية التي نفذّت التفجير الإرهابي في سوق الوحيلات .. أنّنا إذ نتوّجه أولا إلى رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور , وإلى رئيس مجلس القضاء العراقي باعتباره رئيس السلطة القضائية في البلد , وإلى أصحاب الضمائر الحيّة في مجلس النواب العراقي للوقوف على ملابسات جريمة قتل المواطن ( نوري مطر ) تحت التعذيب , ووقف الجرائم والانتهاكات التي تقترفها وكالة استخبارات أبو رغيف , وتقديم كافة المتورطين في هذه الجريمة البشعة إلى القضاء العراقي بتهمّة انتهاك الدستور وتقويض النظام الديمقراطي واستخدام التعذيب الوحشي المحرّم بحق المتّهمين والعودة بالبلد إلى أجواء النظام الديكتاتوري , وإيقاف مهزلة لجنة مكافحة الفساد الفاسدة بقيادة الفاسد أحمد أبو رغيف , وإعادة النظر في كافة الأحكام التي صدرت من القضاء العراقي بموجب الاعترافات التي انتزعت من المتّهمين في زنازين أبو رغيف المظلمة , وإنهاء حقبة أبو رغيف المرعبة ..