بلاويكم نيوز

ماذا تنتظرون ؟؟

0

بقلم : أياد السماوي …

كنّا ولا زلنا نعتقد أنّ العمل السياسي له رجاله البارعون بفنونه , وهكذا الحال بالنسبة للمجالات الأخرى الإدارية والعسكرية والجهادية , ومن هذا المنطلق ليس بالضرورة من كان عسكريا ناجحا أو مجاهدا في ساحات الوغى أن يكون سياسيا أو إداريا ناجحا وبارعا وبالعكس .. وجوهر المشكلة هي حين يظنّ العسكري أو المجاهد أنّ نجاحه في ساحات المعارك والجهاد قد تجعل منه قائدا سياسيا ناجحا وفذّا كرئيس وزراء بريطانيا العظمى ونستون تشرشل الذي نجح في الحرب والسلم , فيا أخوتي أنّ عالم السياسة مختلف عن عالم الحروب والجهاد ولكل منهما رجاله المختّصون به .. حديثي هذا واضح ومباشر وأخصّ به أخوتي قادة معارك التحرير الذين قارعوا الإرهاب الداعشي ودحروه في معارك العز والشرف والتحرير , واقول لهم بكلّ محبّة واحترام في هذا الظرف الحرج الذي يمرّ به بلدنا وشعبنا , إنّ المعركة التي تدور رحاها اليوم هي معركة سياسية تماما , والوصل بهذه المعركة إلى نهايتها التي تضمن استعادة الحق المسلوب غدرا وتزويرا , ومن ثمّ استعادة الدولة المختطفة , يتطلّب أولا تشخيص القائد السياسي القادر على إدارة هذه المعركة السياسية بنجاح ومن ثمّ تشخيص مواطن القوّة التي بأيدينا .. ولعلّ الخطوة الأهم والاكثر إلحاحا حتى الآن هي الانتقال من حالة التنسيق إلى حالة الفعل .. أي بمعنى الشروع بتحويل الأطار التنسيقي من هيئة لتنسيق المواقف إلى كتلة سياسية وانتخابية رسميّة تتنافس على تشكيل الحكومة القادمة , وهذا لا يتقاطع أبدا مع الاستمرار بالضغط الجماهيري المطالب باستعادة أصوات الناخبين المسروقة , بل بالعكس أن كلاهما مكّمل للآخر ..

وربّ سائل يسأل لماذا هذا التقاعس حتى الآن للمضي بهذه الخطوة المهمة والضرورية ؟ وهل هناك من يعمل على عرقلة تحويل الأطار التنسيقي إلى كتلة سياسية وانتخابية ؟ وما الضير من تحويل الأطار إلى كتلة سياسية وانتخابية مع الاستمرار بالعمل الجماهيري الضاغط ؟ وهل من السياسة أن يرى كلّ واحد أنّه الرأس ولا رأس غيره ؟ فهل نحن في مزرعة البصل ؟ رحم الله الشرقي حين قال ( قومي رؤوس كلّهم . أرأيت مزرعة البصل ) , وكما في العمل الحزبي هنالك قيادة ورأسا واحدا , فمن الأولى أن يكون لأي تحالف سياسي أو انتخابي قيادة ورأسا ولجنة مكلّفة في التفاوض مع الكتل السياسية الأخرى .. فماذا ينتظر الأخوة في الأطار التنسيقي للإعلان عن تحالفهم السياسي والانتخابي ؟ وهل يعلم الأخوة في الأطار التنسيقي أنّ الكرد والسنّة ينظرون لهم باعتبارهم الطيف الشيعي الأوسع المؤهل للمضي معه في تشكيل الحكومة القادمة ؟ وبما أنّ فترة النظر بالطعون المقدّمة أمام الهيئة القضائية ستنتهي في يوم الأحد المصادف 24 / 11 / 2021 ومن ثمّ إرسالها إلى المحكمة الاتحادية للتصديق عليها , فبات من الضروري وقبل التصديق على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية , الذهاب نحو تحويل الأطار التنسيقي إلى كتلة سياسية وانتخابية , فبدون هذا لن تتفاوض معكم الكتلة الصدرية على تشكيل حكومة توافقية قوية تضمن حقوق الجميع وتضمن استعادة الدولة المختطفة وتعيد للمواطن ثقته بحكومته .. فماذا أنتم فاعلون أيّها الأطاريون وماذا تنتظرون ؟؟؟؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط